للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمرو بن رفاعة الربعي عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : "إن أهل النار الذين هم أهلها لا يموتون فيها ولا يحيون، وإن أهلها الذين يخرجون منها إذا سقطوا فيها كانوا حممًا (١) حتى يأذن الله فيخرجهم فيلقيهم على نهر يقال له الحياة أو الحيوان فيرش عليهم أهل الجنة الماء، فينبتون ثم يدخلون الجنة يسمون الجهنميين، ثم يطلبون إلى الرحيم (٢) ﷿ فيذهب ذلك الاسم عنهم، فيلحقون بأهل الجنة، وأما سيماء المتحابين فعلامة شريفة ونسبة رفيعة، فلذلك لم يسألوا زوالها ولا طلبوا إزالتها" (٣)، والله أعلم.

فإن قيل: ففي هذا ما يدل على أن بعض من دخل الجنة قد يلحقه تنغيص ما والجنة لا تنغيص فيها ولا نكد.

قيل له: هذه الأحاديث تدل على ذلك، وأن ذلك يلحقهم عند دخولهم الجنة، ثم يزول بزوال ذلك الاسم عنهم. وقد مثل بعض علمائنا هذا الذي أصاب هؤلاء بالبحر تقع فيه النجاسة أنه لا حكم لها، فكذلك ما أصاب هؤلاء بالنسبة إلى أهل الجنة وهو تشبيه حسن.

قلت: وقد يلحق الجميع خوف ما عند ذبح الموت على الصراط على ما يأتي (٤)، وبعده يكونون آمنين مسرورين، قد زال عنهم كل متوقع، والله أعلم.

[فصل]

إن قال قائل: كيف يشفع القرآن والصيام وإنما ذلك عمل العاملين؟

قيل له: قد تقدم (٥) هذا المعنى ونزيده وضوحًا فنقول: قال: "يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب فيقول: أنا الذي أسهرت ليلك وأظمأت نهارك". أخرجه ابن ماجه في سننه (٦) من حديث بريدة وإسناده


(١) في (ع، ظ): فحما.
(٢) في (ظ): الرحمن.
(٣) في (ظ): لم يسألوا رفعها ولا طلبوا إزالتها ولا زوالها.
(٤) ص (٩٢٤).
(٥) ص (٧٧٨).
(٦) ٢/ ١٢٤٢، ح ٣٧٨١؛ وأحمد في مسنده ٥/ ٣٥٢، ح ٢٣٠٢٦، قال الألباني: ضعيف=

<<  <  ج: ص:  >  >>