للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحيح، فقوله: يجيء القرآن أي ثواب قارئ القرآن، وقد جاء في صحيح مسلم (١) من حديث النواس بن سمعان الكلابي قال: سمعت النبي يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تتقدمه سورة البقرة وآل عمران. وضرب لهما (٢) رسول الله ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال: كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما".

قال العلماء (٣): فقوله: تحاجان عن صاحبهما (٤) أي يخلق الله من يجادل عنه بثوابهما ملائكة، كما في بعض الحديث (٥): "أن من قرأ: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ [آل عمران: ١٨] خلق الله سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة" (٦).

قلت: وكذلك يخلق الله من ثواب القرآن والصيام ملكين كريمين فيشفعان له، وكذلك إن شاء الله سائر الأعمال الصالحة كما ذكر ابن المبارك (٧) قال: أخبرنا رجل عن زيد بن أسلم قال: بلغني أن المؤمن يمثل له عمله يوم القيامة في أحسن صورة وأحسن ما خلق الله وجهًا وثيابًا وأطيبه ريحًا، فيجلس إلى جنبه كلما أفزعه شيء أمنه، وكلما تخوف شيئًا هون عليه، فيقول له: جزاك الله من صاحب خيرًا، من أنت؟ فيقول: أما تعرفني؟ وقد صحبتك في قبرك وفي دنياك أنا عملك كان والله حسنًا. فكذلك تراني حسنًا،، وكان طيبًا، فكذلك تراني طيبًا. تعال فاركبني فطال ما ركبتك في الدنيا وهو قوله سبحانه: ﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ﴾ [الزمر: ٦١] حتى يأتي به إلى ربه ﷿ فيقول: يا رب


= يحتمل التحسين، انظر: صحيح سنن ابن ماجه ٢/ ٣١٤، ح ٣٠٤٨.
(١) ١/ ٥٥٤، ٨٠٥.
(٢) (لهما): ليست في (ظ).
(٣) في (ع): علماؤنا.
(٤) (قال علماؤنا: فقوله: تحاجان عن صاحبهما): ليست في (ظ).
(٥) في (ع): كما في جاء في بعض الحديث.
(٦) لم أقف عليه.
(٧) في الزهد (الزوائد) ص (١٠٦ - ١٠٧)، ح ٣٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>