للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنة والنار يسألون عن فضول أموال كانت بأيديهم. ولا تعارض بين هذا الحديث وحديث البخاري؛ فإن الحديثين مختلفا (١) المعنى لاختلاف أحوال الناس، وكذلك لا تعارض بين قوله : لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة وبين قول عبد الله بن سلام: إن الملائكة تدلهم على طريق الجنة يمينًا وشمالًا، فإن هذا يكون فيمن لم يحبس على قنطرة ولم يدخل النار فيخرج منها فيطرح على باب الجنة. وقد يحتمل أن يكون ذلك في الجميع فإذا وصلت بهم الملائكة إلى باب الجنة كان كل أحد (٢) منهم أعرف بمنزله في الجنة وموضعه فيها بمنزله كان في الدنيا والله أعلم، وهو معنى قوله تعالى: ﴿وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (٦)[محمد: ٦]، قال أكثر أهل التفسير (٣): إذا دخل أهل الجنة الجنة يقال لهم: تفرقوا (٤) إلى منازلكم فهم أعرف بمنازلهم من أهل الجمعة إذا انصرفوا إلى منازلهم وقيل: إن هذا التعريف إلى المنازل بدليل وهو أن (٥) الملك الموكل بعمل العبد يمشي بين يديه وحديث أبي سعيد الخدري يرده، والله أعلم.

[باب من دخل النار من الموحدين مات واحترق ثم يخرجون بالشفاعة]

مسلم (٦) عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : "أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس (٧) أصابتهم النار بذنوبهم أو قال: بخطاياهم فأماتهم الله إماتة حتى إذا كانوا فحمًا أذن لهم في الشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل: يا أهل


(١) في (الأصل): مختلفي، والتصويب من (ع، ظ)؛ ولأن موقع الكلمة خبر إن مرفوع بالألف لأنه مثنى.
(٢) في (ع): كان كل واحد.
(٣) هو قول مجاهد وقتادة، تفسير الطبري ٢٦/ ٤٤، وقول السدي، تفسير الطبري ٢٤/ ٣٦.
(٤) في (ظ): تعرفوا.
(٥) (أن): ليست في (ع، ظ).
(٦) في صحيحه ١/ ١٧٢، ح ١٨٥.
(٧) في (ظ): أناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>