للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وردت به الأخبار من سؤال الملكين الميت إذا دفن وانصرف الناس عنه: عن ربه ودينه ونبيه، أي إذا كان يوم القيامة لم تسأل الملائكة عند الحاجة إلى تمييز فريق من هذا لاستغنائهم بمناظرهم عما وراءها، ومن قاله يحتج بقوله تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ أخبر أنه يسألهم عن أعمالهم، وهذه الآية في الكافرين، ومن قال (١): يسألهم عن أصل كفرهم ثم (٢) عن تجديدهم إياه كل وقت باستهزائهم بآيات الله ورسله فقد سألهم عما كانوا يعملون، وذلك هو المراد.

باب ما جاء في شهادة الأرض والليالي والأيام بما عمل فيها وعليها،

وفي شهادة المال على صاحبه وقوله تعالى: ﴿وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١)

الترمذي (٣) عن أبي هريرة قال: قرأ رسول الله هذه الآية: ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (٤)[الزلزلة: ٤] قال: "أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن (٤) أخبارها أن تشهد على كل عبد، أو أمة بما عمل على ظهرها، تقول: عمل يوم كذا كذا وكذا، قال: فهذه أخبارها"، حديث حسن صحيح غريب (٥).

أبو نعيم (٦) عن معاوية بن مرة عن معقل بن يسار عن النبي قال: "ليس من يوم يأتي على ابن آدم إلا ينادي فيه: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وأنا فيما تعمل عليك غدًا (٧) شهيد، فاعمل فيّ خيرًا أشهد لك به غدًا فإني لو قد


(١) (قال): ليست في (ظ).
(٢) (ثم): لست في (ع).
(٣) في جامعه ٥/ ٤٤٦، ح ٣٣٥٣؛ والنسائي في الكبرى ٦/ ٥٢٠، ح ١١٦٩٣؛ والحاكم في مستدركه ٢/ ٢٨١، ح ٣٠١٢ وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ قال الألباني: ضعيف الإسناد، انظر: ضعيف سنن الترمذي ص (٢٧٥)، ح ٤٢٨.
(٤) (فإن): ليست في (ظ).
(٥) (غريب): ليست في (الترمذي).
(٦) في الحلية ٢/ ٣٠٣.
(٧) في (الأصل): غدًا عليك، وما أثبته من (ع، ظ، الحلية).

<<  <  ج: ص:  >  >>