للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنزل الله ﷿ (١) خمسة أنهار: سيحون وهو نهر الهند، وجيحون وهو نهر بلخ، ودجلة والفرات وهما نهرا العراق، والنيل وهو نهر مصر، أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة في أسفل درجة من درجاتها على جناحي جبريل فاستودعها الجبال وأجراها في الأرض وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم وذلك قوله جل ثناؤه: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ﴾ [المؤمنون: ١٨]، فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله جبريل رفع من الأرض القرآن والعلم وجميع الأنهار الخمسة فيرفع ذلك إلى السماء فذلك قوله تعالى: ﴿وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ﴾ [المؤمنون: ١٨]، فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد أهلها خير الدين والدنيا" (٢).

قلت (٣): رفع القرآن عند خروج يأجوج ومأجوج فيه نظر، وسيأتي (٤) بيانه آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.

[وروى المسعودي (٥) أنه قال: مد الفرات على عهد ابن مسعود، فكره الناس مده، فقال ابن مسعود: لا تكرهوا مده، فإنه سيأتي زمان يلتمس فيه طست مملوء من الماء فلا يجدوه، فذلك حين يرجع كل ماء إلى عنصره فيكون بقية الماء والعيون بالشام، وسيأتي بيان هذا إن شاء الله تعالى] (٦).

[باب من أين تفجر أنهار الجنة]

البخاري (٧) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة


(١) في (ظ): أنزل الله ﷿ إلى الأرض.
(٢) في (ظ): خير الدارين.
(٣) هذا الموضع قطع كبير في (ع) إلى قوله: وفوقه عرش الرحمن.
(٤) ص (١٣٣٩).
(٥) علي بن الحسين بن علي، أبو الحسن، من ذرية عبد الله بن مسعود ، صاحب "مروج الذهب" وغيره من التواريخ، كان أخباريًا معتزليًا، مات سنة ٣٤٥ هـ، السير ١٥/ ٥٦٩.
(٦) ما بين المعقوفتين من (ظ) وهو قطع في (ع).
(٧) في صحيحه ٣/ ١٠٢٨، ح ٢٦٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>