للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أبو هريرة عن النبي قال: "إن أرواحكم إذا مات أحدكم تعرض على عشائركم وموتاكم، فيقول بعضهم لبعض: دعوه يستريح (١) فإنه كان في كرب، ثم يسألونه ما عمل (٢) فلان و (٣) ما عملت (٤) فلانة؟ فإن ذكر خيرًا حمدوا الله واستبشروا، وإن كان شرًا قالوا: اللهم اغفر له، حتى إنهم يسألونه (٥) هل تزوج فلان هل تزوجت فلانة؟ قال: فيسألونه عن رجل مات قبله فيقول: ذاك (٦) مات قبلي أما مرّ بكم؟ فيقولون: لا والله، فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون ذُهب به إلى أمه الهاوية، فبئست الأم، وبئست المربية، حتى إنهم ليسألونه عن هر البيت"، ذكره الثعلبي (٧) .

وقد قيل في قوله : "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" (٨) إنه هذا التلاقي، وقد قيل: تلاقي أرواح النيام والموتى (٩)، وقد قيل (١٠): غير ذلك (١١)، والله تعالى أعلم بالصواب.

[باب منه]

روي من حديث ابن لهيعة عن بكر بن الأشج عن القاسم بن محمد عن عائشة عن (١٢) النبي قال: "الميت يؤذيه في قبره ما يؤذيه في بيته" (١٣).


(١) في (ظ): ليستريح.
(٢) في (ظ): فعل.
(٣) (الواو): ليست في (ع، ظ).
(٤) في (ظ): فعلت.
(٥) في (ظ): ليسألون.
(٦) في (ع): ذلك، وليست في (ظ).
(٧) أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو إسحاق المفسر، كان أحد أوعية العلم، له كتاب التفسير الكبير، وكتاب العرائس في قصص الأنبياء، توفي الثعلبي سنة ٤٢٧ هـ، السير ١٧/ ٤٣٥.
(٨) أخرجه البخاري في صحيحه ٣/ ١٢١٣، ح ٣١٥٨؛ ومسلم ٤/ ٢٠٣١، ح ٢٦٣٨.
(٩) انظر: شواهد تلاقي أرواح النيام مع أرواح الموتى في كتاب الروح لابن القيم ص (٢٠).
(١٠) في (ع، ظ): وقيل.
(١١) في (ع): غير هذا.
(١٢) في (ع): أن.
(١٣) ذكره الغزالي بلفظ قريب من هذا في كشف علوم الآخرة ص (٤١)، ولم أجده في دواوين السنة، قال السخاوي: يشهد له ما أخرجه أبو داود وابن ماجه مرفوعًا: "كسر عظم الميت ككسر عظمه حيًا"، المقاصد الحسنة ص (١٤٥)، ح ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>