للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد قد عهدا أن يحملا من العقيق إلى البقيع مقبرة المدينة فدفنا بها؛ وذلك والله أعلم لفضل علموه هناك فإن فضل المدينة غير منكور، ولا مجهول، ولو لم يكن إلا مجاورة الصالحين، والفضلاء من الشهداء وغيرهم (١).

وروي عن كعب الأحبار أنه قال لبعض أهل مصر لما قال له هل لك من حاجة؟ فقال: نعم جراب من تراب سفح المُقَطم (٢)، يعني جبل مصر، قال: فقلت له يرحمك الله وما تريد منه؟ قال: أضعه في قبري، فقال له: تقول هذا وأنت في المدينة (٣) وقد قيل في البقيع ما قيل؟! قال: إنا نجد في الكتاب الأول أنه مقدس ما بين القُصَيْرِ (٤) إلى اليحموم (٥).

[فصل]

قال علماؤنا (٦) رحمة الله عليهم: البقاع لا تقدس (٧) أحدًا، ولا تطهر [هـ] (٨)، وإنما الذي يقدسه من وَضَرِ (٩) الذنوب ودنسها: التوبة النصوح مع


(١) جواب (لو) غير مذكور في جميع النسخ، وتقديره: لكفى.
(٢) جبل يشرف على مقبرة فسطاط مصر والقاهرة، يمتد من أسوان وبلاد الحبشة على شاطئ النيل الشرقي حتى يكون منقطعه طرف القاهرة، معجم البلدان لياقوت الحموي ٥/ ١٧٦.
(٣) في (ع، ظ): بالمدينة.
(٤) بالتصغير يطلق على عدة مواضع: قُصَيْر معين الدين بالغور من أعمال الأردن. والقُصَيْر ضيعة أول منزل لمن يريد حمص من دمشق. والقُصَيْر موضع قرب عيذاب بينه وبين قوص قصبة الصعيد خمسة أيام، معجم البلدان ٤/ ٣٦٧، والذي ترجح عندي أنه هذا الأخير؛ لأننا علمنا أن جبل المقطم يشمل منطقة أسوان وهي من مناطق صعيد مصر.
(٥) هي جبال متفرقة مطلة على القاهرة بمصر من جانبها الشرقي وتنتهي هذا الجبال ببعض طريق الحب، معجم البلدان ٥/ ٤٣١.
(٦) لم أتعرف على القائل.
(٧) القُدْسُ والقُدُسُ: الطُهْر، والتقديس التطهير، الصحاح ٣/ ٩٦٠.
(٨) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٩) الوضر: الدرن، الصحاح ٢/ ٨٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>