للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحتمل أن يكون الذين ألقوه في النار جردوه ونزعوا عنه ثيابه على أعين (١) الناس كما يفعل بمن يراد قتله، فكان ما أصابه من ذلك في ذات الله ﷿، فلما صبر واحتسب، وتوكل على الله تعالى دفع عنه شر النار في الدنيا والآخرة، وجزاه بذلك العُرِي أن جعله أول من يدفع عنه العُرِي يوم القيامة على رؤوس الأشهاد وهذا اجتهاد، والله أعلم (٢).

وإذا بدئ بالكسوة (٣) بإبراهيم، وثني بمحمد أوتى محمد بحلة لا يقوم لها البشر لينجبر التأخير بنفاسة الكسوة فيكون كأنه كسي مع إبراهيم ، قاله الحليمي (٤).

وقوله: "تجرون على أفواهكم الفدام"، الفدام: مصفاة الكوز والإبريق قاله الليث، قال أبو عبيدة: يعني أنهم منعوا الكلام حتى تتكلم أفخاذهم، فشبه ذلك بالفدام الذي يجعل على الإبريق (٥)، وقال سفيان: وفدامهم الذي يؤخذ على ألسنتهم (٦) وهذا مثل.

باب منه وبيان قوله تعالى: ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧)

مسلم (٧) عن عائشة قالت: سمعت رسول الله يقول: يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلًا، قلت: يا رسول الله الرجال والنساء جميعًا ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: "يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض (٨) ".


(١) (أعين): ليست في (ظ).
(٢) في (ع، ظ): وهذا أحسنها، والله أعلم.
(٣) في (ع): في الكسوة.
(٤) في المنهاج له ١/ ٤٤٦، والنقل عنه يبدأ من قوله: لم يكن في الأولين.
(٥) في (ع): فم الإبريق.
(٦) تقدم توثيق قول أبي عبيدة ص (٥٣٢).
(٧) في صحيحه ٤/ ٢١٩٤، ح ٢٨٥٩.
(٨) (قال: "يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض".): ساقط من (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>