للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أُغْرِم أهل قرطبة باقتناء الكتب حتى صارت من أروج تجاراتها، حتى قيل: إذا مات عالم بإشْبِيْلية (١) فأريد بيع كتبه حملت إلى قرطبة حتى تباع فيها؛ فكانت قرطبة بذلك أكثر بلاد الأندلس كتبًا، وأهلها أشد الناس عناية بخزائن الكتب (٢).

وقد تلقى القرطبي العلم على عدد من علماء عصره في قرطبة ومصر (٣).

[أثر الحالة العلمية في عصر المؤلف عليه]

يظهر أثر الحالة العلمية على المؤلف في كثرة مصادره خاصة في كتابيه: التذكرة والجامع لأحكام القرآن، فربما اطلع أو اقتنى من تلك الكتب التي كانت تروج تجارتها في قرطبة الشيء الكثير.

وأما في المشرق فاعتنى بالناحية الحديثية حيث نجد أن جلّ شيوخه فيها من المحدثين، وجل أسانيد المصنف خاصة التي أوردها في كتاب التذكرة عن محدثي مصر (٤).

* * * * *


(١) إشبيلية: بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة ولام وياء خفيفة، مدينة كبيرة عظيمة بالأندلس، انظر: معجم البلدان لياقوت الحموي ١/ ١٩٥.
(٢) انظر: نفح الطيب ١/ ١٥٥، ٤٦٣، ٢/ ٢٥٥.
(٣) انظر: ص (٣٤).
(٤) انظر: ص (٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>