للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربي (١) حقًّا، فسمع عمر (٢) قول النبي فقال: يا رسول الله وكيف يسمعون؟ وأنى يجيبون وقد جيَّفوا؟ قال: والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما (٣) أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا، ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر".

[فصل]

اعلم رحمك الله أن عائشة رضوان الله عليها قد أنكرت هذا المعنى، واستدلت بقوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾ [النمل: ٨٠]، وقوله: ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٢٢)[فاطر: ٢٢]، ولا تعارض بينهما لأنه جائز أن يكونوا يسمعون في وقت ما، أو في حال ما، فإن تخصيص العموم ممكن وصحيح إذا وجد المخصص، وقد وجد هذا بدليل ما ذكرناه، وقد تقدم (٤) وبقوله : "إنه ليسمع قرع نعالهم"، وبالمعلوم من سؤال الملكين للميت في قبره، وجوابه لهما، وغير ذلك مما لا ينكر (٥).

وقد ذكر ابن عبد البر في كتاب التمهيد والاستذكار من حديث ابن عباس (٦) قال: قال رسول الله : "ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام" (٧)، صححه أبو محمد عبد الحق (٨).

وجيَّفوا معناه: أنتنوا (٩).


(١) في (الأصل): الله، وما أثبته من (ع، ظ، مسلم).
(٢) (عمر): ليست في (ع).
(٣) في (الأصل، ظ): مما، والتصويب من (ع، مسلم).
(٤) ص (٤٠٩).
(٥) أو ربما قالت ذلك لأن الحديث لم يبلغها.
(٦) (): ليست في (ع، ظ).
(٧) تقدم توثيقه من التمهيد والاستذكار ص (١٤٣).
(٨) في كتابه الأحكام الشرعية الصغرى ١/ ٣٤٥.
(٩) في (ظ): والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>