[المبحث الرابع الحالة الاجتماعية في عصر المؤلف وأثرها عليه]
لم تكن الرعاية في عصر دولة الموحدين في الأندلس تقتصر على النواحي الحربية وإعداد الجيوش، والنواحي العلمية فحسب، بل كانت تتجاوز ذلك لتصل إلى النواحي العمرانية والجمالية في الأندلس، فكما أنشأت الدولة الإنشاءات العسكرية أنشأت كذلك القصور المزودة ببساتين مزينة بأنواع الغراس، وغير ذلك من مشاريع تجميل المدن، كما عملت على تهيئة المياه الجارية في المدن لسقاية الناس.
كما امتد اهتمام أهل الأندلس بالجماليات حتى في القرى، حكى صاحب نفح الطيب قول أحد الواصفين لقرى الأندلس: ومما اختصت به أن قراها في نهاية من الجمال لتصنع أهلها في أوضاعها، وتبييضها لئلا تنبو العيون عنها.
وفي هذا يقول أحد الوزراء:
لاحت قراها بين خضرة أيكها … كالدر بين زبرجد مكنون (١)
ومما يتميز به المجتمع الأندلسي عمومًا التعاون الذي يمثل السمة السائدة بينهم، خاصة بين الفلاحين في زراعة الحقول، وجمع المحصول، كما كانوا يستعيرون الدواب من بعضهم البعض خاصة في حراثة الأرض، بل بلغ بهم التعاون أن يستعير أحدهم مكانًا في دُورِ أهل البلد؛ ليحفر فيها مخزنًا لحبوبه داخل الأرض.
أما الغالب على لباس أهل الأندلس من الرجال: القميص والسراويلات،