للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب لا يموت أحد إلا وهو يحسن بالله الظن [وفي الخوف من الله] (١)

مسلم (٢) عن جابر قال: سمعت رسول الله يقول قبل وفاته بثلاث: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله" أخرجه البخاري (٣)، وذكره ابن أبي الدنيا (٤) في كتاب حسن الظن بالله (٥) وزاد: فإن قومًا [قد] (٦) أرداهم سوء ظنهم بالله فقال لهم : ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)[فصلت: ٢٣] (٧).

ابن ماجه (٨) عن أنس أن النبي دخل على شاب وهو في الموت فقال: كيف تجدك؟ فقال: أرجو الله يا رسول الله، وأخاف ذنوبي، فقال


(١) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٢) ٤/ ٢٢٠٦، ح ٢٨٧٧.
(٣) لم أجده في صحيح البخاري أو الأدب المفرد له.
(٤) عبد الله بن محمد بن عُبيد بن سفيان بن قيس القرشي مولاهم البغدادي، المُؤدِّب، صاحب التصانيف السائرة منها: القبور، والموت، وقصر الأمل، والمحتضرين، وحسن الظن بالله، والتوبة، وغير ذلك، توفي سنة ٢٨١ هـ، السير ١٣/ ٣٩٧؛ والبداية والنهاية لابن كثير ١١/ ٧١.
(٥) ص (١٩).
(٦) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، وحسن الظن لابن أبي الدنيا).
(٧) قال العلامة ابن القيم: قال الله تعالى في حق من شك في تعلق سمعه ببعض الجزئيات وهو السر من القول: ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)﴾ فهؤلاء لما ظنوا أن الله سبحانه لا يعلم كثيرًا مما يعملون كان ذلك إساة لظنهم بربهم، فأرداهم ذلك الظن، وهذا شأن كل من جحد صفات كماله، ونعوت جلاله، وأساء الظن بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله ، وظن أن ظاهر ذلك ضلال وكفر، وكيف يحسن الظن به من يظن أنه لا يتكلم ولا يأمر ولا ينهى، ولا يرضى ولا يغضب؟! وهل هذا إلا من خدع النفوس وغرور الأماني؟!. الجواب الكافي ص (٢٣ - ٢٤) بتصرف.
(٨) في سننه ٢/ ١٤٢٣، ح ٤٢٦١، وحسنه الألباني، انظر: صحيح ابن ماجه ٢/ ٤٢٠، ح ٣٤٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>