كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة

باب الموت كفارة لكل مسلم - فصل - ج: 1 - ص: 171

ذكره أبو محمد (١) عبد الحق (٢).

وخرجه (٣) أبو نعيم الحافظ من حديث الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله (٤) قال: قال رسول الله ﷺ: "نفس المؤمن تخرج رشحًا، وإن نفس الكافر تسيل كما تسيل نفس الحمار، وإن المؤمن ليعمل الخطيئة فيشدد عليه بها (٥) عند الموت ليكفّر بها عنه، وإن الكافر ليعمل الحسنة فيسهل عليه عند الموت ليجزى بها" (٦).

وذكر ابن المبارك (٧): أن أبا الدرداء ﵁ قال: أحب الموت اشتياقًا إلى ربي، وأحب المرض تكفيرًا لخطيئتي، وأحب الفقر تواضعًا لربي ﷿ (٨).

---

(١) الحافظ العلامة أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله، الإشبيلي، المعروف في زمانه بابن الخرّاط، له من المصنفات: الأحكام الصغرى، والوسطى، والكبري، وكتاب الجمع بين الصحيحين، والمعتل من الحديث، والعاقبة، وغير ذلك، توفي سنة ٥٨١ هـ، السير ٢١/ ١٩٨.
(٢) (ذكره أبو محمد عبد الحق): ليس في (ع، ظ). وهو في كتاب العاقبة لأبي محمد ص (١١٣)؛ وذكره الغزالي في الإحياء ٤/ ٤٢٣.
(٣) في (ع، ظ): وخرّج.
(٤) الأعمش هو سليمان بن مهران، وإبراهيم هو النخعي، وعلقمة هو علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي، وعبد الله هو ابن مسعود ﵁.
(٥) في (ع، ظ): بها عليه.
(٦) تقدم تخريجه ص (١٤٨).
(٧) عبد الله بن المبارك بن واضح، الحنظلي مولاهم التركي، ثم المروزي، أبو عبد الرحمن، شيخ الإسلام، عالم زمانه، أمير الأتقياء، الحافظ، الفقيه، الجواد الغازي، جُمعت فيه خصال الخير، سمع من أبي حنيفة ومالك والليث والثوري، وغيرهم، حدّث عنه ابن معين وأبو داود وابن أبي شيبة وعبد الرزاق، وأمم غيرهم مات سنة ١٨١ هـ، السير ٨/ ٣٧٨؛ والتقريب ص (٣٢٠) رقم ٣٥٧٠.
(٨) أثر أبي الدرداء الذي رواه ابن المبارك ليس في (ع، ظ)، والأصل يتوافق مع (م)، وهو في الزهد لابن المبارك ص (٨٨ - ٨٩)، ح ٢٦٢ باختلاف في السياق، وأبو نعيم في الحلية، ١/ ٢١٧، وأبو داود السجستاني في كتابه الزهد ص (٢١٥).