للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي فناء الجنة والنار عند فناء جميع الخلق قولان:

أحدهما: يفنيهما ولا يبقى شيء (١) سواه سبحانه، وهو معنى قوله الحق: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ﴾ [الحديد: ٣].

وقيل: إنهما (٢) لا يجوز عليهما الفناء (٣)، وأنهما باقيتان بإبقاء الله سبحانه (٤) والله أعلم، وقد تقدم (٥) في الباب قبل هذا الإشارة إلى ذلك.

وقيل (٦): إنه ينادي منادٍ فيقول: لمن الملك اليوم؟ فيجيبه أهل الجنة (٧): الله الواحد القهار، ذكره الزمخشري (٨).

فصل في بيان ما أشكل من الحديث من (٩) ذكر اليد والأصابع

إن قال قائل: ما تأويل اليد عندكم؟ واليد حقيقتها في (١٠) الجارحة المعلومة عندنا، وتلك بها التي يكون القبض والطي (١١)؟ قلنا: لفظ الشمال أشد في الإشكال (١٢) وذلك في الإطلاق على الله محال؟

والجواب: أن اليد في كلام العرب لها خمسة معانٍ:


(١) في (ع، ظ): شيء يبقى.
(٢) في (ع): إنه.
(٣) في (ع، ظ): وقيل إنهما مما لا يجوز عليهما الفناء.
(٤) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: قد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك، ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان، ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم، وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها، مجموع الفتاوى ١٨/ ٣٠٧.
(٥) ص (٤٦١).
(٦) في (ع، ظ): وقد قيل.
(٧) في الكشاف: فيجيبه أهل المحشر.
(٨) في تفسيره الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل ٥/ ٣٣٧.
(٩) في (ظ): في.
(١٠) (في): ليست في (ع).
(١١) في (ع، ظ): وتلك التي يكون القبض والطي بها.
(١٢) انظر: التعليق على لفظ الشمال ص (٤٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>