للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه، ويدفن حيث يدفن (١) الأنبياء الذين أمه مريم من نسلهم، وهي الأرض المقدسة فينشر إذا نشر معهم؛ هذا سبب إنزاله غير أنه يتفق في تلك الأيام من بلوغ الدجال باب لُد، هذا ما وردت به الأخبار، فإذا اتفق ذلك وكان الدجال قد بلغ من فتنته أن ادعى الربوبية ولم ينتصب لقتاله أحد من المؤمنين لقلتهم، كان هو أحق بالتوجه إليه، ويجري قتله على يديه إذ كان ممن (٢) اصطفاه الله لرسالته، وأنزل عليه كتابه وجعله وأمَّه آية، فعلى هذا الوجه يكون الأمر بإنزاله لا أنه ينزل لقتال الدجال قصدًا، والله أعلم (٣).

والوجه الثالث: أنه وجد في الإنجيل فضل أمة محمد حسب ما قال وقوله الحق: ﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ﴾ [الفتح: ٢٩]، فدعا الله أن يجعله من أمة محمد فاستجاب الله دعاءه ورفعه إلى السماء إلى أن ينزله إلى (٤) آخر الزمان مجددًا لما درس من دين الإسلام ودين محمد عليهما أفضل الصلاة والسلام فيوافق خروج الدجال فيقتله، ولا يبعد على هذا أن يقال إن قتاله الدجال يجوز أن يكون من حيث أنه إذا حصل بين ظهراني الناس وهم مفتونون قد عم فرض الجهاد أعيانهم وهو أحدهم لزمه من هذا الغرض ما يلزم غيره فلذلك يقوم به، وذلك داخل في اتباع نبينا محمد وبالله التوفيق.

واختلف حيث يدفن فقيل: بالأرض المقدسة، ذكره الحليمي (٥)، وقيل مع النبي على ما ذكرنا في الأخبار، والله أعلم.

[فصل]

واختلف في لفظ المسيح على ثلاثة وعشرين قولًا (٦)، ذكرها الحافظ (٧)


(١) في (ع): حيث دفن، وما أثبته من (ظ).
(٢) في (ع): مما، وما أثبته من (ظ).
(٣) (والله أعلم): ليست في (ظ).
(٤) (إلى): ليست في (ظ).
(٥) لم أهتد إلى موضعه من كتابه المنهاج.
(٦) (واختلف في لفظ المسيح على ثلاثة وعشرين قولًا): ليست في (ظ).
(٧) في (ظ): قال الحافظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>