للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما مات أبو سلمة أتيت النبي فقلت: يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات، قال: قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة، قالت (١): فقلت فأعقبني الله مَن هو خير [لي] (٢) منه رسول الله ".

وعنها قالت: دخل رسول الله على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال: "إن الروح إذا قبض تبعه البصر، فضج ناس من أهله فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون، ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونوِّر له فيه" (٣).

[فصل]

قال علماؤنا (٤): قوله (٥) : " إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرًا"، أمر ندب وتعليم بما يقال عند الميت والمريض (٦) وإخبار بتأمين الملائكة على دعاء من هناك؛ ولهذا استحب العلماء أن يحضر الميت الصالحون وأهل الخير حالة موته ليذكِّروه، ويدعوا له ولمن يخلفه ويقولوا خيرًا، فيجتمع دعاؤهم، وتأمين الملائكة (٧) فينتفع بذلك الميت، ومن يصاب به، ومن يخلفه.


(١) (قالت): ليست في (ع).
(٢) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، م، وصحيح مسلم).
(٣) أخرجه مسلم ٢/ ٦٣٤، ح ٩٢٠.
(٤) القائل هو أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي في كتابه المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم ٢/ ٥٧١ - ٥٧٢.
(٥) في (ع): في قوله.
(٦) في (ع، ظ): المريض أو الميت، وكلمة "المريض" ليست في المفهم.
(٧) جملة: (ويقولوا: خيرًا، فيجتمع دعاؤهم، وتأمين الملائكة)، ليست في (ع، ظ)، والأصل يتوافق مع (م، ومصدر المؤلف).

<<  <  ج: ص:  >  >>