للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الطنافسي يعني وسط قلوب الرجال - ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة، ثم حدثنا عن رفع الأمانة قال: ينام الرجل النومة (١) فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت، ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبرًا وليس فيه شيء، ثم أخذ حصاة فدحرجها على رجله فنفط، فيصبح الناس يتبايعون لا (٢) يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال: إن في بني فلان رجلًا أمينًا حتى يقال للرجل: ما أجلده ما أظرفه ما أعقله، وما في قلبه [مثقال] (٣) حبة من خردل من إيمان، ولقد أتى عليّ زمان ما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلمًا ليردنه عليّ دينه ولئن كان نصرانيًا أو يهوديًا ليردنه علي ساعيه (٤)، فأما اليوم فما كانت أبايع منكم إلا فلانًا وفلانًا، والله أعلم (٥).

[[فصل]

الجذر بالذال المعجمة، ويقال بفتح الجيم وكسرها، وهو الأصل من كل شيء من النسب والحسب والشجر وغيره، والوكت بإسكان الكاف هو الأثر اليسير، يقال: وكتت البسرة إذا ظهرت فيها نكتة من الأرطاب، وهو مصدر وكته يكته وكتًا، وهو أيضًا مثل: ونكته في العين وغيرها. والمجل: هو النفخ الذي يرتفع من جلد باطن اليد عند العمل بفأس أو محداف أو نحوه يحتوي على ماء، ثم يصلب ويبقى عقدًا.

قال ابن دحية: قيدناه في الحديث بسكون الجيم، وأجاز أهل اللغة والنحو فتح الجيم مصدر مجلت يده بمجل مجلًا بفتح الجيم في المصدر إذا غلظت من العمل. وقوله: "فنفط" أي ارتفع جلدها وانتفخ فتراه منتبرًا أي


(١) في (الأصل): ينام الرجل نومة، وما أثبته من (ع، ظ، صحيح مسلم).
(٢) في (ع): ولا.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، صحيح مسلم).
(٤) في (ع، ظ): ساعته، والأصل متوافق مع صحيح مسلم.
(٥) (والله أعلم): ليست في (ع، ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>