للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الصحيحين (١): "فيعطى صحيفة حسناته".

وقوله: "فيخرج له بطاقة".

وذلك يدل على الميزان الحقيقي (٢)، وأن الموزون صحف الأعمال كما بينا وبالله توفيقنا. ولقد أحسن من قال (٣):

تذكر يوم (٤) تأتي الله فردًا … وقد نصبت موازين القضاء

وهتكت (٥) الستور عن المعاصي … وجاء الذنب مكشوف الغطاء

فصل (٦)

قال علماؤنا (٧) رحمة الله عليهم: الناس في الآخرة ثلاث طبقات (٨): متقون (٩) لا كبائر لهم، ومخلِّطون وهم الذين يوافون (١٠) بالفواحش والكبائر، والثالث: الكفار.

"فأما المتقون فإن حسناتهم توضع في الكفة النيرة وصغائرهم إن كانت لهم (١١) في الكفة الأخرى فلا يجعل الله لتلك الصغائر وزنًا وتثقل الكفة النيرة


= فأجاب: الميزان هو ما يوزن به الأعمال، وهو غير العدل كما دل على ذلك الكتاب والسنة مثل قوله تعالى: ﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾، وقوله: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾، وفي الصحيحين عن النبي أنه قال: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، وهذا وأمثاله مما يبين أن الأعمال توزن بموازين يتبين بها رجحان الحسنات على السيئات، وبالعكس فهو ما به تبين العدل، والمقصود بالوزن العدل كموازين الدنيا، وأما كيفية تلك الموازين فهو بمنزلة كيفية سائر ما أخبرنا به من الغيب. فتاوى ابن تيمية ج ٤/ ٣٠٢.
(١) جزء من حديث أخرجه البخاري ٤/ ١٧٢٥، ح ٤٤٠٨؛ ومسلم ٤/ ٢١٢٠، ح ٢٧٦٨.
(٢) (الحقيقي): ليست في (ظ).
(٣) لم أقف على القائل.
(٤) في (ظ): يومًا.
(٥) في (ع): وهتك.
(٦) كلمة (فصل): ليست في (ظ).
(٧) لم أقف على القائل.
(٨) في (ع): طباق.
(٩) في (ظ): ثلاث طبقات، طبقات متقون.
(١٠) في (ع): يؤتون.
(١١) (لهم): ليست في (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>