للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى لا تبرح وترتفع المظلمة ارتفاع الفارغ الخالي" (١). وأما المخلّطون فحسناتهم توضع في الكفة النيرة وسيئاتهم في الكفة المظلمة فيكون لكبائرهم ثقل، فإن كانت الحسنات أثقل ولو بصؤابة (٢) دخل الجنة، وإن كانت السيئات أثقل ولو بصؤابة دخل النار إلا أن يعفو الله، وإن تساويا كان من أصحاب الأعراف على ما يأتي (٣)، هذا إن كانت الكبائر فيما بينه وبين الله تعالى، وأما إن كانت عليه تبعات وكانت له حسنات كثيرة فإنه ينقص من ثواب حسناته بقدر جزاء السيئات لكثرة ما عليه من التبعات فيحمل عليه من أوزار من ظلمه ثم يعذب على الجميع هذا (٤) ما تقتضيه الأخبار على ما تقدم ويأتي (٥).

وقال أحمد بن حرب (٦): "يبعث الناس يوم القيامة على ثلاث فرق، فرقة: أغنياء بالأعمال الصالحة، وفرقة: فقراء، وفرقة أغنياء ثم يصيرون فقراء مفاليس في شأن التبعات" (٧).

وقال سفيان الثوري: إنك أن تلقى الله بسبعين ذنبًا فيما بينك وبين الله (٨) أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد (٩).

قلت: هذا (١٠) صحيح، لأن الله غني كريم، وابن آدم فقير مسكين يحتاج في ذلك اليوم إلى حسنة يدفع بها سيئة إن كانت عليه حتى يرجح ميزانه فيكثر خيره وثوابه.


(١) هذا نص كلام البيهقي في شعب الإيمان ١/ ٢٦٢.
(٢) في (الأصل، ع): صوابة، وفي (ظ): ضوابة، والتصويب من تفسير ابن عطية ٧/ ٦٧ الذي ذكر الحديث، قال الجوهري: الصوابة بالهمز: بيضة القمل، والجمع الصُؤاب، الصحاح ١/ ١٦٠.
(٣) ص (٧٣٣).
(٤) في (ظ): وهذا.
(٥) تقدم ص (٦٣٩ - ٦٤٠) ويأتي ص (٧٩٤).
(٦) أحمد بن حرب بن فيروز، أبو عبد الله النيسابوري الزاهد، سمع من سفيان بن عيينة وطبقته، صنف كتاب: الزهد، والدعاء، والتكسب، وغيرها، توفي سنة ٢٤٣ هـ، السير ١١/ ٣٢.
(٧) لم أقف على من ذكر قوله.
(٨) في (ع): فيما بينك وبينه.
(٩) لم أقف على من ذكر قول سفيان.
(١٠) في (ع): وهذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>