للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب في تلقي الملائكة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام (١) وأممهم بعد الصراط وفي هلاك أعدائهم

ابن المبارك (٢) عن عبد الله بن سلام قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الأنبياء نبيًا نبيًا، وأمة أمة، حتى يكون آخرهم مركزًا محمد وأمته، ويضرب الجسر على جهنم وينادي مناد: أين محمد (٣) وأمته؟ فيقوم نبي الله وتتبعه أمته برها وفاجرها، حتى إذا كان على الصراط طمس الله أبصار أعدائه فتهافتوا في النار يمينًا وشمالًا، ويمضي النبي والصالحون معه، فتلقاهم (٤) الملائكة رتبًا فيدلونهم على طريق الجنة على يمينك على شمالك حتى ينتهي إلى ربه فيوضع له كرسي عن يمين، الرحمن ثم يتبعه عيسى على مثل سبيله ويتبعه برها وفاجرها حتى إذا كانوا على الصراط طمس الله أبصار أعدائه فتهافتوا في النار يمينًا وشمالًا ويمضي النبي والصالحون فتلقاهم الملائكة رتبًا يدلونهم على طريق الجنة على يمينك على شمالك حتى ينتهي إلى ربه، فيوضع له كرسي من الجانب الآخر ثم يدعى نبي نبي وأمة وأمة حتى يكون آخرهم نوحًا ، رحم الله نوحًا.

باب ذكر الصراط الثاني وهو القنطرة التي بين]] (٥) الجنة والنار

اعلم رحمك الله أن في الآخرة صراطين، أحدهما: مجاز لأهل المحشر (٦) كلهم ثقيلهم وخفيفهم إلا من دخل الجنة بغير حساب، أو يلتقطه عنق النار، فإذا خلص من خلص من هذا الصراط الأكبر الذي ذكرناه ولا يخلص منه إلا المؤمنون الذين علم الله منهم أن القصاص لا يستنفد حسناتهم، حبسوا على صراط آخر خاص لهم ولا يرجع إلى النار من هؤلاء أحد إن


(١) (عليهم الصلاة والسلام): ليست في (ع).
(٢) في الزهد (الزوائد) ص (١١٨ - ١١٩)، ح ٣٩٨.
(٣) في (ظ): أين أحمد.
(٤) في (ظ): فتلقهم.
(٥) ما بين المعقوفتين المزدوجتين ساقط من الأصل، وإكماله من: (ع، ظ).
(تعليق الشاملة): وبدايته ص ٧٦٤
(٦) في (ع): الحشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>