للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

قال علماؤنا (١) رحمة الله عليهم (٢): وإنما حادت البغلة لما سمعت من صوت المعذبين، وإنما لم (٣) يسمعه من يعقل من الجن والإنس لقوله : "لولا أن لا تدافنوا" (٤) الحديث، فكتمه الله سبحانه عنا (٥) حتى نتدافن بحكمته الإلهية ولطائفه الربانية؛ لغلبة الخوف عند سماعه فلا نقدر (٦) على القرب من القبر للدفن، و (٧) يهلك الحي عند سماعه إذ لا يطاق سماع شيء (٨) من عذاب الله في هذه الدار؛ لضعف هذه القوى، ألا ترى أنه إذا سمع الناس صعقة الرعد القاصف، أو الزلازل الهائلة هلك كثير من الناس؟ وأين صعقة الرعد من صيحة الذي تضربه الملائكة بمطارق الحديد التي (٩) يسمعها كل شيء يليه (١٠)؟ وقد قال في الجنازة: "ولو سمعها إنسان (١١) لصعق" (١٢).

قلت: هذا وهو على رؤوس الرجال (١٣) من غير ضرب (١٤) ولا هوان فكيف إذا حلّ به الخزي والنكال، واشتدّ عليه العذاب والوبال؟ فنسأل الله معافاته ومغفرته (١٥) وعفوه ورحمته بمنه وكرمه (١٦).

حكاية: قال أبو محمد عبد الحق (١٧): حدثني الفقيه أبو الحكم بن برجان، وكان من أهل العلم والعمل : إنهم دفنوا ميتًا بقريتهم من شرق إِشْبِيْلية، فلما فرغوا من دفنه قعدوا ناحية يتحدثون، ودابة ترعى قريبًا منهم،


(١) القائل هو شيخ المصنف: أبو العباس أحمد بن عمر في كتابه المفهم ٧/ ١٤٦.
(٢) (رحمة الله عليهم): ليست في (ع).
(٣) (لم): ليست في (ع).
(٤) مسلم ٤/ ٢١٩٩، ح ٢٨٦٧.
(٥) (عنا): ليست في (ظ).
(٦) في (ع، ظ): يقدر.
(٧) في (ع، ظ): أو.
(٨) في (ع): لا يطيق شيء.
(٩) في (ظ): الذي.
(١٠) في (ع، ظ): كل من يليه.
(١١) (إنسان): ليست في (ظ).
(١٢) أخرجه النسائي في سننه الكبرى ١/ ٦٢٤، ح ٢٠٣٦.
(١٣) في (ع): الناس.
(١٤) في (ع): صوت.
(١٥) في (الأصل): ومعرفته، والتصويب من (ع، ظ).
(١٦) (وكرمه): ليست في (ع).
(١٧) العاقبة لأبي محمد عبد الحق ص (٢٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>