للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجملة في أمره أنه كان فتنة امتحن الله به (١) عباده المؤمنين ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة، وقد امتحن قوم موسى في زمانه بالعجل، وافتتن به قوم وهلكوا ونجا من هداه الله وعصمه منهم، وقد (٢) اختلفت الروايات في أمر ابن صياد فيما كان من شأنه بعد كبره، فروي أنه تاب عن ذلك القول، ثم إنه مات بالمدينة، وأنه لما أرادوا الصلاة عليه كشفوا عن وجهه حتى رآه الناس، وقيل لهم: اشهدوا (٣).

قال الشيخ : الصحيح خلاف هذا لحلف جابر وعمر أن ابن صياد الدجال، وروي عن أبي ذر أنه كان يقول: هو ذلك الدجال، وروي عن ابن عمر، وقال جابر: فقدناه يوم الحرة، وهذا وما كان قبله (٤) يخالف رواية من روى أنه مات بالمدينة، والله أعلم، وسيأتي (٥) لهذا الباب مزيد بيان في أن الدجال ابن صياد عند كلامنا على خبر الجساسة إن شاء الله تعالى] (٦).

باب في نقب يأجوج ومأجوج السد، وخروجهم وصفتهم وفي لباسهم وطعامهم وبيان قوله تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ﴾

ابن ماجه (٧) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إن يأجوج ومأجوج يحفران كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدًا، فيعيده الله أشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال: ارجعوا فستحفرونه إن شاء الله، فاستثنوا، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فينشفون الماء، ويتحصن


(١) في (ظ): امتحن بها.
(٢) (قد): ليست في (ظ).
(٣) انتهى كلام الخطابي.
(٤) في (ظ): وما كان مثله.
(٥) ص (١٣٣٩).
(٦) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٧) في سننه ٢/ ١٣٦٤، ح ٤٠٨٠؛ وابن حبان في صحيحه ١٥/ ٢٤٢ - ٢٤٣، ح ٦٨٢٩؛ وأحمد في مسنده ٢/ ٥١٠، ح ١٠٦٤٠، وصححه الألباني، انظر: صحيح ابن ماجه ٢/ ٣٨٨، ح ٣٢٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>