للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الأمة، وعيسى صلوات الله عليه يصلي خلفه في طولٍ من قصته وأمره.

قلت: ويحتمل أن يكون قوله: "ولا مهدي إلا عيسى"، أي لا مهدي كاملًا (١) معصومًا إلا عيسى بن مريم ، وعلى هذا تجتمع الأحاديث ويرتفع التعارض، والحمد لله.

باب منه في المهدي، ومن أين يخرج، وفي علامة خروجه،

وأنه يبايع مرتين ويقاتل السفياني ويقتله

تقدم (٢) من حديث أم سلمة وأبي هريرة أن المهدي يبايع بين الركن والمقام، وظاهر هذا أنه لم يبايع قبل [و] (٣) ليس كذلك، فإنه روي من حديث ابن مسعود وغيره من الصحابة (٤)، أنه يخرج في آخر الزمان من المغرب الأقصى يمشي النصر بين يديه أربعين ميلًا، راياته بيض وصفر فيها رقوم فيها اسم الله الأعظم مكتوب، فلا تهزم له راية، وقيام هذه الرايات وانبعاثها من ساحل البحر بموضع يقال له: ماسة (٥) من جبل المغرب، فيعقد (٦) هذه الرايات مع قوم قد أخذ الله لهم ميثاق النصر والظفر ﴿أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: ٢٢] الحديث بطوله، وفيه: يأتيه (٧) الناس من كل جانب ومكان فيبايعونه يومئذ بمكة، وهو بين الركن والمقام، وهو كاره لهذه المبايعة الثانية بعد البيعة الأولى التي بايعه الناس بالمغرب، ثم إن المهدي يقول: أيها الناس اخرجوا إلى قتال عدو الله وعدوكم فيجيبونه ولا يعصون له أمرًا، فيخرج المهدي ومن معه من المسلمين من مكة إلى الشام لمحاربة عروة بن محمد السفياني ومن معه من كلب، ثم يتبدد جيشه ثم يؤخذ عروة


(١) في (ع): كمالا.
(٢) ص (١١٩٠).
(٣) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٤) في (الأصل): الصحاح، وما أثبته من (ع).
(٥) في (ع): ماشية.
(٦) في (ع، ظ): معقد.
(٧) في (ع، ظ): فيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>