للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السفياني على أعلى شجرة على بحيرة (١) طبرية، والخائب من خاب يومئذ من قتال كلب ولو بكلمة أو تكبيرة أو بصيحة.

فروي عن حذيفة أنه قال: قلت: يا رسول الله كيف يحل قتلهم وهم مسلمون موحدون؟ فقال النبي : "إنما إيمانهم على ردة؛ لأنهم خوارج، ويقولون برأيهم: إن الخمر حلال ومع ذلك إنهم يحاربون الله (٢)، قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٣٣)[المائدة: ٣٣]. وذكر الحديث (٣) وسيأتي (٤) تمامه في الباب بعد هذا إن شاء الله تعالى. [وحديث السفياني خرجه عمرو بن عبيد في مسنده والله أعلم] (٥).

وروي من حديث معاوية بن أبي سفيان في حديث فيه طول عن النبي أنه قال: " ستفتح بعدي جزيرة تسمى الأندلس (٦) فيتغلب عليهم أهل الكفر فيأخذون بلادهم وأكثر أموالهم (٧) ويسبون نساءهم وأولادهم ويهتكون الأستار ويخربون الديار وترجع أكثر البلاد فيافي وقفارًا، وينجلي أكثر الناس عن ديارهم وأموالهم، فيأخذون أكثر الجزيرة، ولا يبقى إلا أقلها ويكون في المغرب الهرج والخوف، ويستولي عليهم الجوع والغلاء، وتكثر الفتنة ويأكل الناس بعضهم بعضًا، فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى من أهل فاطمة بنت رسول الله وهو المهدي القائم في آخر الزمان، وهو أول أشراط الساعة، وذكر الحديث.

قلت: كل ما وقع في حديث معاوية هذا فقد شاهدناه بتلك البلاد وعاينا


(١) في (الأصل): بحرة، وما أثبته من (ع، ظ).
(٢) (لفظ الجلالة): ليس في (ع، ظ).
(٣) ذكره أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن ٥/ ١٠٩٤، ح ٥٩٦.
(٤) ص (١٢٠٧).
(٥) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٦) في (ع، ظ) بالأندلس.
(٧) في (ع، ظ): فيأخذون أموالهم وأكثر بلادهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>