للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروي عن ابن مسعود أنه قال: ما ستر الله على عبد في الدنيا إلا ستر الله عليه في الآخرة" (١)، وهذا مأخوذ من حديث النجوى، ومن قوله : "لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره يوم القيامة"، خرَّجه مسلم (٢).

وفي صحيح مسلم (٣) أيضًا من حديث أبي هريرة: "ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة".

وروي: "من ستر على مسلم عورته ستر الله عورته يوم القيامة" (٤).

قال أبو حامد (٥): فهذا إنما يرجوه عبد مؤمن ستر على الناس عيوبهم، واحتمل في حق نفسه تقصيرهم، ولم يحرك لسانه بذكر مساوي الناس، ولم يذكرهم في غيبتهم بما يكرهون لو سمعوه، [فهذا] (٦) جدير بأن (٧) يجازى بمثله في القيامة.

[فصل]

وفي قوله: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم"، نص منه تعالى على صحة قول أهل السنة في ترك إنفاذ الوعيد على العصاة من المؤمنين، والعرب تفتخر بخلف الوعيد حتى قال قائلهم (٨):

ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي … ولا أخشى (٩) من روعة المتهدد

وإني متى أوعدته أو … وعدته لمُخلف إيعادي ومنجز موعد


(١) أخرجه الطبراني في الكبير ٩/ ١٦٠، ح ٨٨٠٠؛ والحاكم في مستدركه ٤/ ٤٢٥، ح ٨٨٦١.
(٢) في صحيحه ٤/ ٢٠٠٢، ح ٢٥٩٠.
(٣) ٤/ ٢٠٧٤، ح ٢٦٩٩.
(٤) رواه ابن ماجه في سننه ٢/ ٨٥٠، ح ٢٦٩٩، صححه الألباني، صحيح ابن ماجه ٢/ ٧٩، ح ٢٠٦٣.
(٥) في الإحياء ٤/ ٥١٩.
(٦) ما بين المعقوفتين من (ع، الإحياء).
(٧) في (الأصل): بما، وما أثبته من (ع، ظ، الإحياء).
(٨) لعامر بن الطفيل، ذكرها ابن منظور في لسان العرب ١٤/ ٢٢٣.
(٩) في (ظ): يخشى.

<<  <  ج: ص:  >  >>