للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وهذا الحديث وإن كان مرفوعًا بلاغًا، فقد رواه أبو داود (١) والترمذي (٢) والنسائي (٣) مرفوعًا بهذا المعنى عن أبي هريرة عن النبي قال: "أول ما يحاسب به الناس يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، قال: يقول ربنا ﷿ لملائكته انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت تامة (٤) وإن كان أنقص منها شيئًا قال: انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذلك"، لفظ أبي داود، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وخرجه ابن ماجه (٥) أيضًا.

[فصل]

قال علماؤنا (٦): أما إكمال الفريضة من التطوع فإنما يكون ذلك والله أعلم فيمن سهى عن فريضة فلم يأت بها أولم يحسن ركوعها وسجودها (٧) ولم يدر قدر ذلك، وأما من تعمد تركها أو شيء (٨) منها ثم ذكرها فلم يأت بها عامدًا واشتغل بالتطوع عن أداء فرضه، وهو ذاكر له فلا تكمل فريضته تلك من تطوعه والله أعلم.

وقد روي من حديث الشاميين في هذا الباب حديث منكر يرويه محمد بن حمير عن عمر بن قيس السكري عن عبد الله بن قرط عن النبي


(١) في سننه ١/ ٢٢٩، ح ٨٦٤ صححه الألباني، صحيح أبي داود ١/ ١٦٣ - ١٦٤ ح ٧٧٠.
(٢) في جامعه ٢/ ٢٧٢، ح ٤١٣.
(٣) في المجتبى ١/ ٢٣٢، ح ٤٦٥.
(٤) في (ع، ظ، أبو داود): كتبت له تامة.
(٥) في سننه ١/ ٤٥٨، ح ١٤٢٥.
(٦) في (ع، ظ): قال ابن عبد البر ، والأصل متوافق مع (م)، والنص لابن عبد البر في كتابه التمهيد ٢٤/ ٨١.
(٧) (وسجودها): ليست في (ظ).
(٨) هكذا في الأصل و (ع) وتكون على تقدير محذوف هو: من تعمد تركها أو ترك شيء منها على أن ترك: اسم وهو مضاف وشيء مضاف إليه، وفي (ظ): شيئًا، وتقدر بـ: من تعمد تركها أو ترك شيئًا منها، على أن ترك فعل ماض، وفي (التمهيد): نسي، من النسيان، والتقدير: من تعمد تركها أو نسي، ثم ذكرها. وما في التمهيد أقرب للصواب لأن كلمة: ذكرها تدل على أن الكلمة: نسي، والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>