للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

هذ الباب يدلك على أن كفر من كفر فقط ليس ككفر من كفر وطغى وتمرد وعصى، ولا شك أن في النار الكفار في عذاب جهنم (١) متفاوتون، كما قد علم من الكتاب والسنة، ولأنا نعلم (٢) على القطع والبتات أنه ليس عذاب من قتل الأنبياء والمسلمين وفتك فيهم وأفسدوا في الأرض وكفر مساويًا لعذاب من كفر فقط وأحسن للأنبياء والمسلمين ألا ترى أبا طالب كيف أخرجه النبي إلى ضحضاح لنصرته إياه وذبه عنه وإحسانه إليه، وحديث مسلم عن سمرة يصح أن يكون في الكفار بدليل حديث أبي طالب يصح (٣) أن يكون فيمن يعذب من الموحدين إلا أن الله تعالى يميتهم إماتة حسب ما تقدم بيانه، والله أعلم.

وفي خبر كعب الأحبار: يا مالك مُر النار لا تحرق ألسنتهم فقد كانوا يقرؤون القرآن، يا مالك قل للنار تأخذهم على قدر أعمالهم، فالنار أعرف بهم وبمقدار استحقاقهم من الوالدة بولدها، فمنهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه (٤) إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى سرته، ومنهم من تأخذه النار إلى صدره، وذكر الحديث، ويأتي (٥) بكماله إن شاء الله تعالى.

[وذكره القتبي في عيون الأخبار له (٦) مرفوعًا عن أبي هريرة أنه قال: قال لي رسول الله : "إن الله إذا قضى بين خلقه، وزادت حسنات العبد دخل الجنة، وإن استوت حسناته وسيئاته حبس على الصراط أربعين سنة ثم بعد ذلك يدخل الجنة، وإن زادت سيئاته على حسناته دخل النار من باب التوحيد،


(١) في (ع): ولا شك في أن الكفار في عذاب جهنم، وفي (ظ): ولا شك أن الكفار في جهنم.
(٢) في (الأصل): ولا نعلم، والتصويب من (ع، ظ).
(٣) في (ع، ظ): ويصح.
(٤) في (ع، ظ): من تأخذه النار.
(٥) ص (٨٨٦).
(٦) (له): ليست في (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>