للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من النار يحترقون فيها إلا دارات (١) وجوههم حتى يدخلوا الجنة".

[فصل]

هذا الحديث أدل (٢) دليل على أن أهل الكبائر من أهل التوحيد، لا يسود لهم وجه ولا تزرق لهم عين، ولا يغلون بخلاف الكفار، وقد جاء هذا المعنى (٣) منصوصًا في حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها فهم في الباب الأول من جهنم، لا تسود وجوههم ولا تزرق أعينهم ولا يغلون بأغلال (٤) ولا يقرنون مع الشياطين ولا يضربون بالمقامع ولا يطرحون في الأدراك، منهم من يمكث فيها ساعة ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها يومًا ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها شهرًا ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها سنة، ثم يخرج، وأطولهم مكثًا فيها مثل الدنيا منذ خلقت إلى يوم أفنيت، وذلك سبعة آلاف سنة (٥)، الحديث بطوله، وسيأتي (٦) تمامه إن شاء الله تعالى، خرجه الترمذي أبو عبد الله الحكيم في نوادر الأصول (٧).

قال أبو حامد في كتاب (٨) كشف علم الآخرة (٩): "أنه يؤتى بأهل الكبائر من أمة محمد شيوخًا وعجائز وكهولًا ونساءً وشبابًا، فإذا نظر إليهم مالك خازن النار قال: من أنتم معشر الأشقياء؟ ما لي أرى أيديكم لا تغل، ولم توضع عليكم الأغلال والسلاسل ولم تسود وجوهكم، وما ورد علي أحسن منكم، فيقولون: يا مالك نحن أشقياء أمة محمد دعنا نبكي على ذنوبنا، فيقول لهم: ابكوا فلن ينفعكم البكاء.


(١) في (ظ): دارة، والدارات جمع دارة، وهو ما يحيط بالوجه من جوانبه، أراد أنها لا تأكلها النار؛ لأنها محل، السجود انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ١٣٩.
(٢) (أدل): ليست في (ظ).
(٣) (المعنى): ليست في (ظ).
(٤) في (ع، نوادر الأصول): بالأغلال.
(٥) علق الحافظ ابن حجر على لفظ تحديد الدنيا بسبعة آلاف بقوله: وهو عن زمل، وسنده ضعيف جدًّا، انظر: فتح الباري ١١/ ٣٥١.
(٦) ص (٩١٤).
(٧) في (الأصل): الثاني والمائة، ٢/ ٣٦.
(٨) (كتاب): ليست في (ع).
(٩) ص (١١٠ - ١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>