للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فضحك ابن مسعود فقال: ألا تسألون مم أضحك؟ فقالوا: تضحك؟ فقال: هكذا ضحك رسول الله فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟ قال: من ضحك رب العالمين، فيقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر (١) ".

وقال ابن عمر عن النبي : "آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة، يقال له: جهينة، يقول أهل الجنة: عند جهينة الخبر اليقين". ذكره الميانشي أبو حفص عمر بن عبد المجيد القرشي في كتاب الاختيار في الملح من الأخبار والآثار، ورواه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب من حديث عبد الملك بن الحكم قال: حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله : "إن آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة يقال له: جهينة، فيقول أهل الجنة: عند جهينة الخبر اليقين، سلوه هل بقي من الخلائق أحد"، ورواه الدارقطني في كتاب رواة مالك، ذكره السهيلي.

وقد قيل: إن اسمه هناد، والله أعلم.

[فصل]

قوله: أتستهزئ مني، وفي رواية: أتسخر؟ والهزو والسخرية بمعنى واحد، وفيه هنا تأويلان:

أحدهما: أنه صدر منه هذا القول عند غلبة الفرح عليه واستخفافه إياه كما غلط الذي قال: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك"، خرَّجه مسلم (٢).

الثاني: أن يكون معناه أتجازيني على ما كان مني في الدنيا من قلة احتفالي بأعمالي، وعدم مبالاتي بها، فيكون هذا على جهة المقابلة، كما قال تعالى مخبرًا عن المنافقين: ﴿إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (١٤) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ﴾ [البقرة: ١٤ - ١٥] أي ينتقم منهم ويجازيهم على استهزائهم.


(١) في (ع): قدير.
(٢) في صحيحه ٤/ ٢١٠٤، ح ٢٧٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>