للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها، وآخر أهل الجنة دخولًا الجنة، رجل يخرج من النار حبوًا فيقول الله تعالى: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول الله تعالى: اذهب فادخل الجنة، [فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع، فيقول يا رب وجدتها ملأى، فيقول الله تعالى: اذهب فادخل الجنة] (١)، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إن لك عشرة أمثال الدنيا، قال: فيقول: أتسخر بي، أو تضحك بي وأنت الملك؟ قال: لقد رأيت رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه، قال: فكان يقول: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة".

وعنه (٢) أن رسول الله قال: "آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة؛ فإذا ما جاوزها التفت إليها (٣)، فقال: تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئًا أعطاه أحدًا من الأولين والآخرين، فترفع له شجرة فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها، فيقول الله تعالى: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها، فيقول: لا يا رب، ويعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى فيقول: أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظل بظلها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم، لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها ترفع له شجرة عند باب الجنة أحسن من الأوليين، فيقول مثله: قال فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب أدخلنيها، فيقول: يا ابن ما يَصْرِيني منك (٤)، أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها، فيقول: أي رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين،


(١) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، مسلم).
(٢) أي ابن مسعود .
(٣) (إليها): ليست في (ع).
(٤) أي ما يقطع مسألتك، ويمنعك من سؤالي، انظر: النهاية في غريب الحديث ٣/ ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>