للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البخاري في تفسيره مسندًا إلى رسول الله قال: "يكشف الله ساقه يوم القيامة فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة" (١)، وقد أشفقت من تأويل الحديث، وعدلت عن منكريه، وكذا أشفقت من صفة الميزان وزيفت قول واصفيه وجعلته متحيزًا إلى العالم الملكوتي، فإن الحسنات والسيئات أعراض ولا يصح وزن الأعراض إلا بميزان ملكوتي".

[قال المؤلف] (٢): قد ذكرنا الميزان وبينا القول فيه، وفي الأعمال الموزونة غاية البيان بالأخبار الصحيحة والحسان، وبينا القول هنا في كشف الساق بحيث لم يبق فيه لأحد ريب ولا مخالفة ولا شقاق. والحمد لله (٣) على ما به أنعم وفهَّم وعلَّم.

باب (٤) كيفية (٥) الجواز على الصراط وصفته ومن يحبس عليه ويزل

وفي شفقة النبي على أمته عند ذلك، وفي ذكر القناطر قبله والسؤال عليها وبيان قوله تعالى (٦): ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ [مريم: ٧١]

روي عن بعض أهل العلم (٧) أنه قال: "لن يجوز أحد الصراط حتى يسأل في سبع قناطر، فأما القنطرة الأولى: فيسأل عن الإيمان بالله وهي شهادة أن لا إله إلا الله، فإن جاء بها مخلصًا - والإخلاص قول وعمل - جاز، ثم يسأل على (٨) القنطرة الثانية عن الصلاة فإن جاء بها تامة جاز، ثم يسأل على القنطرة الثالثة عن صوم شهر رمضان فإن جاء به تامًّا جاز، ثم يسأل في الرابعة عن


(١) تقدم تخريجه ص (٧٤٤).
(٢) ما بين المعقوفتين من: (ع، ظ)، بياض في الأصل.
(٣) في (ع، ظ): فلله الحمد.
(٤) جاء في (ع) قبل كلمة: باب بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.
(٥) (كيفية): ليست في (ظ)، وفي (ع): كيف.
(٦) في (ظ): قول الله تعالى.
(٧) لم أقف على القائل.
(٨) في (الأصل، ع): عن، وتصويبه من (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>