للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو بردة: فحدثت بهذا الحديث عمر بن عبد العزيز فقال: الله الذي لا إله إلا هو فحدثك أبوك بهذا الحديث؟ فحلف له ثلاث أيمان فقال عمر: ما سمعت من أهل التوحيد حديثًا هو أحب إلي من هذا.

قال المؤلف: فهذا الحديث يبين لك معنى كشف الساق وأنه عبارة عن رؤيته سبحانه وهو معنى ما في صحيح مسلم، والحديث يفسر بعضه بعضًا، فلا إشكال والحمد لله.

وقد ذكر البيهقي (١) عن روح بن جناح عن مولى لعمر بن عبد العزيز عن أبي بردة بن أبي موسى (٢) عن أبيه عن النبي قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ قال: عن نور عظيم يخرون له سجدًا، تفرد به روح بن جناح، وهو شامي يأتي بأحاديث منكرة لا يتابع عليها وموالي (٣) عمر بن عبد العزيز فيهم كثرة.

قال المؤلف: الحديث الذي قبله أبين وأصح إسنادًا فليعول عليه. وقد هاب الإمام أبو حامد القول فيه وأشفق من تأويله، فقال في كتاب كشف علم الآخرة (٤): "يكشف الجليل عن ساقه فيسجد الناس كلهم تعظيمًا له وتواضعًا إلا الكفار الذين أشركوا به أيام حياتهم وعبدوا الحجارة والخشب وما لم ينزل به سلطانًا، فإن صياصي أصلابهم تعود حديدًا فلا يقدرون على السجود، وهو قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢)﴾. وروى (٥).


= أهل السنة والجماعة ٣/ ٤٨٠؛ والآجري في التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة ١/ ٥٥، إسناده حسن، انظر: تعليق الألباني على السنة لابن أبي عاصم ١/ ٤٩٦، ح ٧٤٩.
(١) في الأسماء والصفات له ٢/ ١٨٧ - ١٨٨، ح ٧٥٢، والحديث رواه أبو يعلى في مسنده ١٣/ ٢٧٠، ح ٧٢٨٣؛ والطبري في تفسيره ٢٨/ ٤٢ قال الهيثمي: رواه أبو يعلى وفيه: روح بن جناح وثقه دحيم، وقال فيه: ليس بالقوي، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد ٧/ ١٢٨.
(٢) في (الأصل، ظ): عن أبي موسى، والتصويب من (ع، ومصدر المصنف) ويدل عليه ما بعده: عن أبيه.
(٣) في (جميع النسخ): ومولى، والتصويب من مصدر المصنف.
(٤) ص (٨١).
(٥) في (ع): وقد روى.

<<  <  ج: ص:  >  >>