للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صدرًا فكأنما أخذ رمحًا يريد أن يقاتل (١) به ربه ﷿.

وأنشدوا (٢):

عجبت لجازع باكٍ مصاب … بأهل أو حميم ذي اكتئاب

شقيق الجيب داعي الويل جهلًا … كأن الموت كالشيء العجاب

وسوّى الله فيه الخلق حتى … نبي الله منه لم يحاب

له مَلَك ينادي كل يوم … لِدوا للموت وابنوا للخراب

باب ما جاء في تلقين الميت (٣) بعد موته شهادة الإخلاص في لحده

قال (٤) أبو محمد عبد الحق في كتاب العاقبة (٥) له (٦): يروى (٧) عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله : "إذا مات أحدكم فسويتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس قبره ثم يقول (٨): يا فلان بن فلانة (٩) فإنه يسمع ولا يجيب ثم ليقل: يا فلان بن فلانة الثانية فإنه يستوي قاعدًا (١٠) ثم يقول: يا فلان بن فلانة فإنه يقول: أرشدنا يرحمك الله (١١)، ولكنكم لا تسمعون، فيقول: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأنك رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا، وبالقرآن إمامًا فإن منكرًا ونكيرًا يتأخر كل واحد منهما (١٢) ويقول: انطلق بنا ما يقعدنا عند هذا وقد لُقِّن حجته، ويكون الله حجيجهما دونه، فقال رجل: يا رسول الله


(١) في (ظ): أخذ رمحًا فقاتل.
(٢) لم أقف على من أنشده.
(٣) في (ع): في تلقين الإنسان.
(٤) في (ع، ظ): ذكر.
(٥) كتاب العاقبة ص (١٨٢).
(٦) (في كتاب العاقبة له): ليست في (ع، ظ).
(٧) في (ظ): روي.
(٨) في (ع): ليقل.
(٩) في (ظ): يا فلان يا فلانة.
(١٠) (فإنه يستوي قاعدًا): ليست في (ظ)، وفي العاقبة: جالسًا.
(١١) في (ظ): أرشدني رحمك الله.
(١٢) في (العاقبة): يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>