للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وحكي أن عبد الله بن المبارك خرج إلى غزو فرأى رجلًا حزينًا قد مات فرسه فبقي محزونًا فقال له: بعني إياه بأربعمائة درهم ففعل، فرأى في المنام كأن القيامة قد قامت وفرسه في الجنة وخلفه سبعائة فرس، فأراد أن يأخذه فنودي أن دع فإنه لابن المبارك وكانت لك بالأمس، فلما أصبح جاء إليه وطلب الإقالة، قال له: ولِمَ؟ قال: فقص عليه القصة، فقال له: اذهب فما رأيت (١) في المنام رأيناه في اليقظة (٢).

قال الشيخ : هذه الحكاية صحيحة؛ لأنها في معنى ما ثبت في صحيح مسلم (٣) عن أبي مسعود كما ذكرنا وبالله توفيقنا] (٤).

[باب منه وما جاء أن الحناء سيد ريحان الجنة وأن الجنة حفت بالريحان]

ابن المبارك (٥) أخبرنا همام عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو قال: "الحناء سيد ريحان الجنة، وأن فيها من عتاق الخيل وكرام النجائب، يركبها أهلها، وقد تقدم (٦) عن أبي هريرة موقوفًا: "أن شجرة طوبى تتفتق عن النجائب والثياب" (٧)، ومثل هذا لا يقال من جهة الرأي، وإنما هو توقيف، فاعلمه.

وذكر أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت من حديث سعيد (٨) بن معن المدني قال: ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله : "لما خلق الله تعالى الجنة حففها بالريحان (٩)، وحفف الريحان بالحناء، وما


(١) في (ظ): فما رأيته.
(٢) لم أقف على من ذكر هذه الحكاية.
(٣) تقدم تخريجه ص (٩٩٩).
(٤) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٥) في الزهد (الزوائد) ص (٦٧)، ح ٢٣١؛ وابن أبي شيبة في مصنفه ٧/ ٣٢، ح ٣٣٩٩٠.
(٦) ص (٩٥١).
(٧) (يركبها أهلها، وقد تقدم عن أبي هريرة موقوفًا: أن شجرة طوبى تتفتق عن النجائب): سقط في (ع).
(٨) في (الأصل): سعد، والتصويب من (ع، ظ، ميزان الاعتدال ٣/ ٢٣٠ رقم ٣٢٧٨).
(٩) في (ظ): حففها الله بالريحان.

<<  <  ج: ص:  >  >>