للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استعمل رجلًا من الأسد، يقال له ابن اللتبيَّة (١)، على الصدقة، فجاء فقال: هذا لكم، وهذا أهدي لي، فقام النبي على المنبر (٢) فحمد الله وأثنى عليه وقال: ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول: هذا لكم، وهذا أهدي لي، أفلا جلس (٣) في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى إليه أم لا، لا (٤) يأتي أحد منكم (٥) بشيء من ذلك إلا جاء به يوم القيامة إن كان بعيرًا فله رغاء وإن كان بقرة فلها خوار أو شاة تيعر، ثم رفع يديه حتى رأينا عُفْرَتي (٦) إبطيه، ثم قال: اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت"؟.

وروى أبو داود (٧) عن بريدة عن النبي (٨) قال: "من استعملناه على عمل فرزقناه رزقًا، فما أخذ بعد ذلك فهو غلول".

[باب ما جاء في حوض النبي في الموقف وسعته وكثرة أوانيه وذكر أركانه ومن عليها]

ذهب صاحب القوت (٩) وغيره إلى أن حوض النبي إنما هو بعد الصراط، والصحيح أن للنبي حوضين: أحدهما: في الموقف قبل الصراط، والثاني في الجنة (١٠)، وكلاهما يسمى كوثرًا، على ما يأتي (١١)، والكوثر في كلام العرب: الخير الكثير.


(١) اسمه عبد الله، واللتبية أمه، انظر: فتح الباري ١٣/ ١٦٥.
(٢) (على المنبر): ليست في (ظ).
(٣) في (ع، ظ): يجلس، والأصل متوافق مع البخاري.
(٤) (لا): ساقطة من (ظ).
(٥) في (ظ): أحدكم.
(٦) العُفْرَة: بياض وليس بالبياض الناصع، النهاية ٤/ ٥٨٥.
(٧) في سننه ٣/ ١٣٤، ح ١٩٤٣؛ وابن خزيمة في صحيحه ٤/ ٧٠، ح ٢٣٦٩؛ والبيهقي في السنن الكبرى ٦/ ٣٥٥، ح ١٢٧٩٩، صححه الألباني، انظر: صحيح أبي داود ٢/ ٢٣٠، ح ٢٩٤٣.
(٨) (عن النبي): ساقطة من (ظ).
(٩) يبدو أنه غير قوت القلوب لأبي طالب المكي؛ لأنه ليس فيه.
(١٠) جملة: أحدهما: في الموقف قبل الصراط، والثاني في الجنة، ساقطة من (ع، ظ).
(١١) ص (٧٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>