للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مواطن القيامة حتى تدخل الجنة برحمة الله (١)، فنم سعيدًا طوبى لك وحسن مآب، ثم يسلِّمان عليه، ويطيران عنه، وذكر الحديث وما يلقى الكافر من الهوان الشديد والعذاب (٢) الأليم، وحسبك ما تقدم.

قلت: وهذا الحديث وإن كان في إسناده مقال؛ لأنه يرويه عمرو بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم (٣)، فهو حديث مرتب على أحوال مبينة، ومحتو على أمور مفسرة (٤).

[فصل]

قوله: "أتاك فتَّانا القبر منكر ونكير"، إنما سمِّيا فتانَي (٥) القبر لأن في سؤالهما، انتهارًا، وفي خلقهما صعوبة، ألا ترى أنهما سمِّيا منكرًا ونكر، فإنما سمِّيا بذلك لأن خلقهما لا يشبه خلق الآدميين، ولا خلق الملائكة، ولا خلق الطير (٦)، ولا خلق البهائم، ولا خلق الهوام، بل هما خلق بديع، وليس في خلقهما أنس للناظرين إليهما (٧)، جعلهما الله مكرمة (٨) للمؤمن (٩) ليثبته،


(١) في (ع): برحمة الله تعالى.
(٢) في (ع): العقاب.
(٣) قال ابن عدي: عُرف الضحاك بالتفسير، فأما رواياته عن ابن عباس وأبي هريرة وجميع من روى عنه ففي ذلك نظر، وإنما عرف بالتفسير، الكامل في ضعفاء الرجال ٤/ ٩٥ رقم ٩٤٤.
(٤) لكن في الحديث زيادات لم ترد في الأحاديث الثابتة المتقدمة ص (٣٦٠) نحو: "يخرج لهيب النار من أفواههما ومناخرهما، ومسامعهما، يكسحان الأرض بأشعارهما، ويحفران الأرض بأظفارهما.
(٥) في (ع، ظ): فتانا، وهو خطأ، والأصل متوافق مع مصدر المصنف؛ ولأن الكلمة في موضع نصب.
(٦) (ولا خلق الطير): ليست في (ظ).
(٧) (إليهما): ليست في (ظ).
(٨) في (ع، ظ): تكرمة، والأصل متوافق مع مصدر المؤلف.
(٩) في (الأصل، ع، ظ) للمؤمنين والتصويب من مصدر المؤلف، ويؤيده عود الضمير المفرد في كلمتي ليثبته وينصره وكذلك يؤيده العطف الذي يليه وهتكًا لستر المنافق ....

<<  <  ج: ص:  >  >>