للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسلمٌ (١) عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله (٢): كيف أقول (٣)؟ قال: "قُولِي السلامُ على أهلِ الدِّيارِ مِن المؤمنينَ و (٤) المسلمين، ويرحم الله (٥) المُسْتقْدِمِينَ منا (٦) والمُسْتأخِرِينَ (٧)، وإنّا إن شاءَ اللهُ بكم لاحِقُون (٨) ". خرَّجه مسلم (٩) من حديث بُريَدةَ أيضًا، وزاد: "أسألُ الله لنا ولكم العافية".

وفي الصَّحيحين (١٠): أنَّه مرَّ بامرأةٍ تبكي عند قبرٍ لها فقال لها: "اتَّقي الله واصبري" الحديث.

[فصل]

هذه الأحاديث تشتملُ على فقهٍ عظيمٍ وهو: جواز زيارةِ القبور للرِّجال والنساء (١١)، والسلامُ عليها، وردُّ الميت السلام (١٢) على من يسلِّم عليه، وجواز بكاء النساءِ عند القبرِ، ولو كانَ بكاؤهنَّ وزيارتهنَّ حرامًا؛ لنهى المرأةَ ولزجَرها زجْرًا يزجرُ مثله من أتى محرَّمًا، وارتكبَ منهيًّا (١٣)، وما رُوي من النهي للنساء عن زيارة القبورِ فغير صحيح.


(١) في صحيحه ٢/ ٦٦٩، ح ٩٧٤.
(٢) تأخرت عبارة (يا رسول الله) في صحيح مسلم إلى بعد كلمة: لهم.
(٣) جاء في هذا الموضع في (الأصل) و (ظ) عبارة: (كيف أقول إذا دخلت المقابر)، وليست في صحيح مسلم، ومثل هذا الإدراج لكلمة (المقابر) له شأنه الكبير بحيث يؤثر في الاستدلال بالحديث فيكون إقرارًا في محل النزاع في زيارة النساء للقبور.
(٤) (المؤمنينَ و): ليست في (ظ)، الأصل متوافق مع صحيح مسلم.
(٥) (ويرحم الله): ليست في (ظ)، الأصل متوافق مع صحيح مسلم.
(٦) (منا): ليست في (ظ)، الأصل متوافق مع صحيح مسلم.
(٧) في (الأصل): والمتأخرين، وما أثبته في (ظ، وصحيح مسلم).
(٨) في (صحيح مسلم): للاحقون.
(٩) في صحيحه ٢/ ٦٧١، ح ٩٧٥.
(١٠) البخاري ١/ ٤٢٢، ح ١١٩٤؛ ومسلم ٢/ ٦٣٧، ح ٩٢٦، كلاهما من حديث أنس بن مالك .
(١١) تقدم الكلام ص (١٣٠) على زيارة النساء للقبور.
(١٢) (السلام): ليست في (ظ).
(١٣) معلومٌ أن الأمر بالشيء نهيٌ عن ضدِهِ، فلما أمر النبي المرأة التي تبكي عند القبر بتقوى الله والصبر فقد نهاها عن بكائها عند القبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>