للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موضعًا، فذلك في الدرك الرابع من النار، ومن العلماء من يتعلم كلام اليهود والنصارى وأحاديثهم ليكثر حديثهم فذلك في الدرك الخامس من النار، ومن العلماء من ينصب نفسه للفتيا، يقول للناس: سلوني، فذلك الذي يكتب عند الله متكلفًا (١)، والله لا يحب المتكلفين، فذلك في الدرك السادس من النار، ومن العلماء من يتخذ علمه مروءة وعقلًا، فذلك في الدرك السابع من النار [ذكره غير واحد العلماء] (٢).

قلت: ومثل هذا (٣) لا يكون رأيًا، وإنما يدرك توقيفًا، والله أعلم (٤)، ثم من هذه الأسماء ما هو علم للنار كلها بجملتها نحو جهنم وسقر ولظى (٥)، فهذه أعلام ليست لباب دون باب، [فاعلم، وفي التنزيل: ﴿وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ﴾ [الطور: ٢٧] يريد النار بجملتها كما ذكرنا أجارنا الله منها] (٦).

[باب ما جاء أن جهنم تسعر كل يوم وتفتح أبوابها إلا يوم الجمعة]

أبو نعيم (٧) قال: ثنا سليمان بن أحمد قال: ثنا الحسين بن إسحاق التستري قال: ثنا علي بن بحر قال: ثنا سوار بن عبد العزيز عن النعمان بن المنذر عن مكحول عن عبد الله بن عمر أن النبي قال: "إن جهنم تسعر في كل يوم، وتفتح أبوابها إلا يوم الجمعة؛ فإنها لا تسعر يوم الجمعة ولا تفتح أبوابها".

غريب من حديث عبد الله ومكحول، لم نكتبه إلا من حديث النعمان.

قلت: ولهذا المعنى والله أعلم كانت النافلة جائزة في يوم الجمعة عند قيام الظهيرة دون غيرها من الأيام والله أعلم.


(١) في (الأصل): مكلفًا، والتصويب من (ع، ظ).
(٢) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٣) في (ع، ظ): ومثله.
(٤) (والله أعلم): ليست في (ع).
(٥) في (ع، ظ): جهنم وسقر ولظى وسموم، والأصل متوافق مع (م).
(٦) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٧) في (الحلية): ٥/ ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>