للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: هو الأخنس بن شريق (١) " (٢).

[فصل] (٣)

وقوله: من أثنيتم عليه شرًا وجبت له النار يعارضه قوله : "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدَّموا"، أخرجه البخاري (٤).

والثناء بالشر: سب، فقيل: ذلك خاص بالمنافقين الذين شهدت الصحابة فيهم بما ظهر لهم، ولذلك قال : وجبت له النار، والمسلم لا تجب له النار، واختار هذا القول القاضي عياض (٥).

وقيل: ذلك جائز فيمن كان يظهر الشر ويعلن فيه (٦) فيكون ذلك من باب: لا غيبة لفاسق (٧).

وقيل: إن النهي إنما هو فيما بعد الدفن وأما قبله: فممنوع، لقوله : "لا تسبوا الأموات" والنهي عن سب الأموات متأخر، فيكون ناسخًا، والله أعلم.

وقوله: "أنتم شهداء الله في الأرض"، معناه عند الفقهاء: إذا أثنى عليه أهل الفضل والصدق والعدالة، لأن الفسقة قد يثنون على الفاسق فلا يدخل في الحديث. وكذلك لو كان القائل فيه عدوًا له وإن كان فضلًا؛ لأن شهادته في حياته له كانت غير مقبولة، وكذلك الحكم في الآخرة على ما تقدم، والله أعلم.


(١) أصله من ثقيف، وعداده في بني زهرة، نقل الطبري في تفسيره ٢٩/ ٢٣ قول من قال إنها نزلت فيه.
(٢) ما بين علامتي التنصيص منقول من كتاب المفهم لأبي العباس القرطبي ٧/ ١٦٧ - ١٧٠.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٤) في صحيحه ١/ ٤٧٠، ح ١٣٢٩.
(٥) انظر كتابه إكمال المعلم ٧/ ٥٢٨.
(٦) في (الأصل): فيمن كان يظهر له الشر ويعلن فيه، والذي يظهر أن كلمة: له، مدرجة، والتصويب من (ع، ظ).
(٧) في (ع، ظ): في فاسق.

<<  <  ج: ص:  >  >>