للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

قوله: فيفزع الناس ثلاث فزعات، إنما ذلك والله أعلم حين يؤتى بالنار تُجر بأزمَّتها، وذلك قبل العرض والحساب على الملك الديان، فإذا نَظَرتْ إلى الخلائق فارتْ وثارتْ وشهقت إلى الخلائق وزفرتْ نحوهم، وتوثبتْ عليهم غضبًا؛ لغضب ربهم على ما يأتي (١) بيانه في كتاب النار إن شاء الله تعالى. فتتساقط الخلائق حينئذٍ (٢) على ركبهم جثاة حولها (٣) قد أسبلوا الدموع من أعينهم ونادى الظالمون بالويل والثبور، ثم تزفر الثانية فازداد الرعب والخوف في القلوب، ثم تزفر الثالثة فتتساقط الخلق (٤) لوجوههم ويشخصون بأبصارهم وهم (٥) ينظرون من طرف خفي خوفًا أن تبلغهم أو يأخذهم حريقها (٦). أجارنا الله منها.

[فصل]

واختلف الناس في المقام المحمود على خمسة أقوال:

الأول: أنه الشفاعة العامة للناس يوم القيامة كما تقدم (٧)، قاله حذيفة (٨) بن اليمان (٩) وابن عمر (١٠).

الثاني: أنه إعطاؤه لواء الحمد يوم القيامة.

قلت: وهذا القول لا تنافي بينه وبين الأول، فإنه يكون بيده لواء الحمد


(١) ص (٩١٦).
(٢) (حينئذٍ): ليست في (ع) ظ).
(٣) (حولها): ليست في (ع، ظ).
(٤) في (ع، ظ) الخلائق.
(٥) (وهم): ليست في (ظ).
(٦) ذكر نحوه ابن رجب في كتابه التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار ص (٧٩ - ٨٠)، وفي سنده عاصم الكوزي، قال ابن رجب: ضعيف.
(٧) (٥٩٩).
(٨) ذكره قوله الطبري في تفسيره ١٥/ ١٤٤.
(٩) (بن اليمان): ليست في (ع، ظ)، والأصل يتوافق مع (م).
(١٠) ذكر قوله الطبري في تفسيره ١٥/ ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>