للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب ما جاء في صفة الملكين صلوات الله عليهما (١) وصفة سؤالهما

قد تقدم (٢) من (٣) حديث الترمذي: "أنهما أسودان، أزرقان، يقال لأحدهما منكر، والآخر نكير" (٤).

وروي معمر عن عمرو بن دينار وعن سعد (٥) بن إبراهيم عن عطاء بن يسار أن رسول الله قال لعمر: كيف بك يا عمر إذا جاءك منكر ونكير إذا مت، وانطلق بك قومك، فقاسوا ثلاثة أذرع وشبرًا في ذراع وشبر ثم غسلوك، وكفنوك، وحنطوك، ثم احتملوك فوضعوك فيه، ثم أهالوا عليك التراب، فإذا انصرفوا عنك أتاك فتَّانا القبر منكر ونكير، أصواتهما كالرعد القاصف، وأبصارهما كالبرق الخاطف، [ونفسهما كالريح العاصف] (٦)، ويجران شعورهما، معهما مِرْزَبَة (٧) (٨)، ولو اجتمع عليها أهل الأرض لم يقلوها (٩)، قال عمر: يا رسول الله إن فرقنا فحق لنا أن نفرق، أنبعث على ما نحن عليه؟ قال: نعم إن شاء الله، قال: إذًا أكفيكهما (١٠).

وروى نقلة الأخبار (١١) عن ابن عباس في خبر الإسراء أن النبي


(١) في (ع): عليهم.
(٢) تقدم ص (٣٥٠).
(٣) في (ع، ظ): في.
(٤) في (ع): النكير.
(٥) في (ع، ظ): سعيد، والأصل متوافق مع التمهيد، وفيه: وعن سعد بن إبراهيم.
(٦) ما بين المعقوفتين من (ع).
(٧) المِرْزَبَة بالتخفيف المطرقة الكبيرة التي تكون للحداد، النهاية في غريب الأثر ٢/ ٢١٩.
(٨) في (ع، ظ) من حديد.
(٩) هكذا في الأصل و (ع، والتمهيد)، وفي هامش الأصل أيضًا: يقلبوها، وفي (ظ): ينقلوها.
(١٠) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٣/ ٥٨٢، ح ٦٧٣٨؛ وابن عبد البر في التمهيد ٢٢/ ٢٥٠؛ والبيهقي في الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف ٢/ ٢٢٣.
(١١) هذا الحديث لم أجده إلا عند ابن كثير في تفسيره حيث قال: وقد روى الحافظ أبو يعلى الموصلي عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك … ثم ذكر الحديث بطوله ثم قال: هذا حديث غريب جدًّا وسياق عجيب، ويزيد الرقاشي راويه عن أنس له غرائب ومنكرات، وهو ضعيف الرواية عند الأئمة، تفسير القرآن العظيم ٢/ ٥٣٩، ط. دار الفكر بيروت. قلت: ولم أجده في مسند أبي يعلى الموصلي ط. دار المأمون للتراث.

<<  <  ج: ص:  >  >>