للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "قلت: يا جبريل وما ذاك؟ قال: منكر ونكير يأتيان كل إنسان من البشر حين يوضع في قبره وحيدًا، قلت: يا جبريل صفهما لي، قال: نعم [من] (١) غير أن أذكر (٢) طولهما ولا (٣) عرضهما، ذكر ذلك منهما أفظع من ذلك غير (٤) أن أصواتهما كالرعد القاصف، وأعينهما كالبرق الخاطف، وأنيابهما كالصياصي (٥) يخرج لهيب النار من أفواههما، ومناخرهما، ومسامعهما، يكسحان الأرض بأشعارهما، ويحفران الأرض بأظفارهما، مع كل واحد منهما عمود من حديد، لو اجتمع عليه من في الأرض ما حركوه، يأتيان الإنسان إذا وضع في قبره، وترك وحيدًا، يسلكان روحه (٦) في جسده بإذن الله تعالى، ثم يقعدانه في قبره فينتهرانه انتهارًا يتقعقع (٧) منه عظامه، وتزول أعضاؤه (٨) من مفاصله، فيخر مغشيًا عليه ثم يقعدانه، فيقولان له: إنك في البرزخ، فاعقل حالك، واعرف مكانك، وينتهرانه ثانية، ويقولان له: يا هذا ذهبت عنك الدنيا، وأفضيت إلى معادك، فأخبرنا من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فإن كان مؤمنًا بالله (٩) لقنه (١٠) الله حجته، فيقول: الله ربي، ونبيي محمد، وديني الإسلام، فينتهرانه عند ذلك انتهارًا يرى أن (١١) أوصاله قد (١٢) تفرقت، وعروقه قد تقطعت، ويقولان له: يا هذا اثبت (١٣)، يا هذا انظر ما تقول؟ فيثبته الله عنده بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويلقنه الإيمان (١٤)، ويدرأ عنه الفزع (١٥)، فلا يخافهما، فإذا فعل ذلك (١٦)، بعبده المؤمن استأنس إليهما،


(١) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٢) في (ع، ظ): أذكر لك.
(٣) (لا): ليست في (ع، ظ).
(٤) (غير): ليست في (ظ).
(٥) الصياصي: قرون البقر، النهاية في غريب الأثر ٣/ ٦٧.
(٦) في (ظ): بروحه.
(٧) القعقعة حكاية حركة الشيء يسمع له صوت، النهاية ٤/ ٨٨.
(٨) في (ع): عظامه.
(٩) (بالله): ليست في (ظ).
(١٠) في (ع): لقاه.
(١١) (أن): ليست في (ظ).
(١٢) (قد): ليست في (ع، ظ).
(١٣) في (ع، ظ): تثبت.
(١٤) في (ع، ظ): ويلقنه الأمان، والأصل يتناسب مع السياق.
(١٥) في (ع): العذاب والفزع.
(١٦) (ذلك): ليست في (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>