للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخاف من الجرو أكثر (١) من الأسد، وطبائع الخلق متفرقة (٢)، نسأل (٣) الله السلامة والغفران قبل الندامة (٤).

[فصل]

جاء في حديث البخاري ومسلم: سؤال الملكين، وكذلك في حديث الترمذي ونص على اسميهما (٥) ونعتيهما.

وجاء في حديث (٦) أبي داود: سؤال ملك واحد.

وفي حديثه الآخر: سؤال ملكين.

ولا تعارض في ذلك، والحمد لله، بل كل ذلك صحيح المعنى بالنسبة إلى الأشخاص (٧)، فرب شخص يأتيانه جميعًا (٨) في حال واحد عند انصراف الناس عنه؛ ليكون السؤال عليه (٩) أهول، والفتنة أشد في حقه (١٠) وأعظم وذلك بحسب ما اقترف من الآثام، واجترح من سيئ الأعمال، وآخر يأتيانه قبل انصراف الناس عنه، وآخر يأتيه أحدهما على الانفراد فيكون ذلك أخف


(١) في (ع): أكثر من خوفه.
(٢) في (ع): مختلفة
(٣) في (ع): فنسأل.
(٤) نهاية كلام الغزالي في كتابه كشف علوم الآخرة، وهو كلام أشبه ما يكون بحكايات القُصّاص التي ينسجونها لأجل تخويف العامة من غير دليل يدل عليها، وقد خلت منه كتب الأحاديث الضعيفة والموضوعة فضلًا عن الصحيحة، فلا أدري من أين يأتي الغزالي بمثل هذه الحكايات، ولكن كما هو شأنه فليس له باع في علم الحديث؛ لذلك كتبه مليئة بالأحاديث المكذوبة الموضوعة، ولأجل ذلك انبرى أهل العلم للتصدي لكتب الغزالي، فمن أولئك: ابن السبكي في كتابه: الأحاديث التي لا أصل لها في الإحياء، ومنهم السويدي في كتابه: موضوعات الإحياء، ومنهم الحافظ العراقي في تخريجاته على الإحياء، وغيرهم، لذلك يجب على المسلمين الحذر من كتب الغزالي، وأن لا يعتقدوا إلا ما صح فيه دليل.
(٥) في (ظ): أسمائهما.
(٦) في (ظ): وفي الحديث.
(٧) في (الأصل): أشخاص، والتصويب من (ع، ظ).
(٨) في (ع، ظ): ويسألانه جميعًا.
(٩) (عليه): ليست في (ظ).
(١٠) في (ع، ظ): في حقه أشد.

<<  <  ج: ص:  >  >>