للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال حيّانُ بنُ الأسودِ (١): الموتُ جسرٌ يوصلُ الحبيبَ إلى الحبيبِ (٢).

بابُ جوازِ تَمني الموتِ والدعَاءِ بِهِ خَوْفُ ذَهاب الدين

قال الله تعالى مخبرًا عَنْ يُوسُفَ : ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: ١٠١]، وعن مريم (٣) في قوْلِهَا: ﴿يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا﴾ [مريم: ٢٣].

مَالِكٌ عن أبي الزنادِ (٤) عن الأَعْرَجِ (٥) عن أبي هريرة (٦) أنَّ رسول الله قال: "لا تَقُوم (٧) السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرجلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقول: يا ليْتَني مكانه" (٨)

فصْلٌ

قلت: لا تعارُضَ بين هذه التَّرجمةِ والتِي قَبْلَها لِمَا نُبَينُهُ:


(١) لم أقف له على ترجمة، وقد جاء في الحلية لأبي نعيم: حيان الأسود وذكر له قولًا واحدًا ولم يذكر له سنة، وفاة انظر: الحلية ١٠/ ١٦٤.
(٢) الذي يظهر والله أعلم أن الموت كالجسر الذي يقف حائلًا بين الحبيب ومن يحب، فإذا عبره الذي يحب الله جل وعلا استراح من عناء وآفات الطريق ببلوغ غايته، وهذا في حق الميت المطيع، وأما الموت فهو مصيبة ورزية بالنسبة للمقصر وأقاربه الأحياء، وقول حيان هذا ذكره أبو محمد عبد الحق في كتابه العاقبة ص (٣٢).
(٣) عبارة " "لا تستعمل إلا في حق الأنبياء، ومريم البتول ليست نبية كما سيأتي بعد عدة أسطر.
(٤) عبد الله بن ذكوان القرشي، أبو عبد الرحمن المدني، المعروف بأبي الزناد، ثقة فقيه، مات سنة ١٣٠ هـ، وقيل بعدها، انظر: تقريب التهذيب لابن حجر ص (٣٠٢) رقم ٣٣٠٢؛ وسير أعلام النبلاء ٥/ ٤٤٥.
(٥) عبد الرحمن بن هُرْمُز، الأعرج، أبو داود المدني، ثقة ثبت عالم، مات سنة ١١٧ هـ، التقريب ص (٣٥٢) رقم ٤٠٣٣؛ وسير أعلام النبلاء ٥/ ٦٩.
(٦) عبد الرحمن بن صخر الدوسي، أبو هريرة، انظر: الإصابة لابن حجر ٤/ ٣١٦ رقم ٥١٤٤.
(٧) في (ع): لا تقومن.
(٨) أخرجه البخاري ٦/ ٢٦٠٤، ح ٦٦٩٨؛ ومسلم ٤/ ٢٢٣١، ح ١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>