للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منتفطًا، ومعناه مرتفعًا جلده من لحمه وهو افتعال من المنبر وهو الرفع، وكل شيء رفع شيئًا فقد نبره، ومنه اشتق المنبر، وأراد خلو القلوب من الأمانة كما يخلو المجل المنتبر عن شيء يحويه. "كجمر دحرجته" يعني أطلقته، فتطلق ظهر البطن من يديك. وقول حذيفة: ولقد أتي علي زمان، الحديث يعني كانت الأمانة موجودة ثم قلّت في ذلك الزمان، وقوله: "ليردنه عليّ ساعيه" يعني من كان رئيسًا مقدمًا فيهم واليًا عليهم أن ينصفني منه وإن لم يكن له إسلام وكل من تولى (١) على قوم فهو ساعٍ لهم، وقوله: "فما كنت أبايع (٢) "، قال أبو عبيدة (٣): هو من البيع والشراء لقلة الأمانة] (٤).

[باب في ذهاب العلم ورفعه وما جاء أن الخشوع والفرائض أول علم يرفع من الناس]

ابن ماجه (٥) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: ثنا وكيع قال: ثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن زياد بن لبيد (٦) قال: ذكر النبي شيئًا فقال: "ذاك (٧) عند أوان ذهاب العلم، قلت: يا رسول الله كيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة؟ قال: ثكلتك أمك زياد، إن كنت لأراك من (٨) أفقه رجل بالمدينة، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل لا يعملون بشيء منها".

وخرّج (٩) الترمذي (١٠) عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال: "كنا


(١) في (ظ): ولي.
(٢) في (ظ): فما كنت أبايع إلا فلانًا وفلانًا.
(٣) لم أهتد إلى موضع قوله.
(٤) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٥) في سننه ٢/ ١٣٤٤، ح ٤٠٤٨؛ وابن أبي شيبة في مصنفه ٦/ ١٤٥، ح ٣٠١٩٩، صححه الألباني، صحيح ابن ماجه ٢/ ٣٧٧، ح ٣٢٧٢.
(٦) في (الأصل): زياد بن أبي لبيد، وما أثبته من (ع، ظ، سنن ابن ماجه).
(٧) في (ع): ذلك.
(٨) (من): ليست في (ظ).
(٩) في (ع، ظ): وخرجه.
(١٠) في جامعه ٥/ ٣١، ح ٢٦٥٣، والدارمي في سننه ١/ ٩٩، ح ٢٨٨؛ والحاكم في =

<<  <  ج: ص:  >  >>