للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ [العنكبوت: ٦١]، فإذا أراد الله زوال الدنيا قبض أرواح المؤمنين وانتزع هذا الاسم من ألسنة الجاحدين، وفجأهم عند (١) ذلك الحق اليقين، وهو معنى قوله : "لا تقوم الساعة وعلى الأرض من يقول الله الله".

وفي الخبر (٢): "إن الله يقول لإسرافيل إذا سمعت قائلًا يقول: لا إله إلا الله فأخر النفخة أربعين سنة إكرامًا لقائلها"، والله أعلم (٣).

[باب على من تقوم الساعة؟]

مسلم (٤) عن عبد الرحمن بن شماسة المهري قال: كنت عند مسلمة بن مخلد وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص فقال عبد الله: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق وهم شرٌّ من أهل الجاهلية، لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم (٥)، فبينما هم كذلك أقبل عقبة بن عامر فقال له ابن شماسة: يا عقبة اسمع ما يقول عبد الله فقال عقبة: هو أعلم، وأما أنا فسمعت رسول الله يقول: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك فقال عبد الله: أجل، ثم يبعث الله ريحًا كريح المسك مسها كمس الحرير لا تترك نفسًا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة".

وفي حديث عبد الله بن مسعود: "لا تقوم لساعة إلا على شرار الناس من لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا يتهارجون كما تهارج الحمر" الحديث (٦).

قال الأصمعي (٧): قوله: يتهارجون يقول: يتسافدون، يقال: بات فلان يهرجها، والهرج في غير هذا الاختلاط والقتل.


(١) في (الأصل): عن، والتصويب من (ع، ظ).
(٢) لم أجده.
(٣) (والله أعلم): ليست في (ظ).
(٤) في صحيحه ٣/ ١٥٣٤، ح ١٩٢٤.
(٥) (عليهم): ليست في (ظ).
(٦) (الحديث): ليست في (ع، ظ).
(٧) ذكر قوله ابن سلام في غريب الحديث له ٤/ ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>