للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

قوله: على أقذاء، الأقذاء جمع القذا، والقذا جمع قذاة وهو ما يقع في العين من الأذى وفي الشراب والطعام من تراب أو نتن أو غير ذلك، والمراد به في الحديث الفساد الذي يكون في القلوب، أي أنهم يتقون بعضهم بعضًا ويظهرون الصلح والاتفاق، ولكن في باطنهم خلاف ذلك، والجذل: الأصل كما هو مبين في كتاب مسلم على أصل شجرة.

[باب منه إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار]

مسلم (١) عن الأحنف بن قيس قال: خرجت وأنا أريد هذا الرجل، فلقيني أبو بكرة، فقال: أين تريد يا أحنف؟ قال: فقلت: أريد نصرة (٢) ابن عم رسول الله يعني عليًا ، قال: فقال لي: يا أحنف ارجع سمعت رسول الله يقول: "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قال: فقلت أو قيل: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه قد أراد قتل صاحبه"، أخرجه البخاري (٣).

وفي بعض طرقه: "أنه كان حريصًا على قتل صاحبه" (٤).

[فصل]

قال أصحابنا (٥): ليس هذا الحديث في أصحاب محمد ورضي عنهم بدليل قوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾ [الحجرات: ٩]، فأمر الله


(١) في صحيحه ٤/ ٢٢١٣، ح ٢٨٨٨.
(٢) في (مسلم): نصر.
(٣) في صحيحه ١/ ٢٠، ح ٣١.
(٤) رواها البخاري في صحيحه ٦/ ٢٥٢٠، ح ٦٤٨١.
(٥) في (ع، ظ): علماؤنا، في (ع) زيادة: رحمة الله عليهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>