للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءن الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم وفيه دخن، قلت (١): وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، فقلت [فهل] (٢): بعد ذلك الخير من (٣) شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، فقلت: يا رسول الله صفهم لنا؟ قال: نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، فقلت: يا رسول الله فما تأمرني إن أدركت ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين، وإمامهم، قلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام، قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن (٤) تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.

وفي رواية قال: "يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي (٥)، ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع"، لفظ مسلم (٦).

وفي كتاب أبي داود (٧) بعد قوله: "هدنة على دخن" قال: قلت يا رسول الله: ثم ماذا؟ قال: إن كان الله خليفة في الأرض فضرب ظهرك وأخذ مالك فأطعه وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة، قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجال معه نهر ونار، فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره، [ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره] (٨)، قال: ثم ماذا؟ قال: هي قيام الساعة".


(١) في (ع): فقلت.
(٢) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، مسلم).
(٣) (من): ليست في (ع).
(٤) في (ظ): أنك.
(٥) في (ع، مسلم): بهداي.
(٦) في صحيحه ٣/ ١٤٧٦.
(٧) في سننه ٤/ ٩٥، ح ٤٢٤٤.
(٨) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، سنن أبي داود).

<<  <  ج: ص:  >  >>