للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب منه في رفع لهب النار أهل النار حتى يشرفوا على أهل الجنة]

يروى أن لهب النار يرفع أهل النار حتى يطيروا كما يطير الشرر، فإذا رفعهم (١) أشرفوا على أهل الجنة وبينهم حجاب، فينادي أصحاب (٢) الجنة أصحاب النار: ﴿أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [الأعراف: ٤٤] وينادي أصحاب النار أصحاب الجنة حين يروا الأنهار تطرد بينهم: ﴿أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ الأعراف: ٥٠]، فتردهم ملائكة العذاب بمقامع من حديد إلى قعر النار.

قال بعض المفسرين: هو معنى قول الله تعالى: ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾، ذكره أبو محمد عبد الحق في كتاب العاقبة له (٣)، قال: ولعلك تقول (٤): كيف يرى أهل الجنة أهل النار وأهل النار أهل الجنة؟ أو كيف يسمع بعضهم كلام بعض وبينهم ما بينهم من بعد المسافة وغلظ الحجاب؟ فيقال لك: لا تقل هذا، فإن الله يقوي أسماعهم وأبصارهم حتى يرى بعضهم بعضًا ويسمع بعضهم بعضًا، وهذا قريب في القدرة جدًّا.

باب ما جاء أن في جهنم جبالًا وخنادق وأودية

وبحارًا وصهاريج وحياضًا وآبارًا وجبابًا وتنانير وسجونًا وبيوتًا وجسورًا وقصورًا وأرحاء ونواعير وعقارب وحيات - أجارنا الله منها -

وفي وعيد من شرب الخمر وغيره

الترمذي (٥) عن أبي سعيد الخدري أبي سعيد الخدري عن النبي قال: "الصعود


(١) في (ع): رفعتهم، وفي (ظ) رفعوا.
(٢) في (ع): أهل.
(٣) ص (٣٦٠).
(٤) في (ع): أن تقول.
(٥) في جامعه ٤/ ٧٠٣، ح ٢٥٧٦؛ وأبو يعلى في مسنده ٢/ ٥٢٣، ح ١٣٨٣؛ قال الألباني: ضعيف، انظر: ضعيف الترمذي ص (٣٠٢)، ح ٤٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>