للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحمد لله. وتقدم (١) أن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، فالجهاد يحصل مائة درجة (٢)، وقراءة القرآن تحصل جميع الدرجات، والله المستعان على ذلك والإخلاص فيه بمنه وكرمه.

[باب ما جاء في غرف الجنة ولمن هي]

قال الله تعالى: ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ﴾ [الزمر: ٢٠] الآية، وقال: ﴿إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ﴾ [سبأ: ٣٧]، وقال: ﴿أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا﴾ [الفرقان: ٧٥].

مسلم (٣) عن سهل بن سعد أن رسول الله قال: "إن أهل الجنة ليتراؤون أهل الغرف من فوقهم كما يتراؤون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم، قالوا يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال: بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدّقوا المرسلين".

وخرج الترمذي الحكيم (٤) قال: ثنا صالح بن محمد قال: ثنا سليمان بن عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن رسول الله في قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا﴾، وقوله تعالى: ﴿وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ﴾ قال: "الغرفة من ياقوتة حمراء، وزبرجدة خضراء، أو درة بيضاء، ليس فيها قصم ولا وصل، وإن أهل الجنة ليتراؤون الغرفة منها كما يتراؤون الكوكب الشرقي أو الغربي في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهما، وأنعما".

وقال (٥): ثنا صالح عن عبد الله وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قالوا: ثنا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث عن


(١) ص (٩٤٢).
(٢) (أعدها الله للمجاهدين في سبيله، فالجهاد تحصل مائة درجة): ليست في (ظ).
(٣) في صحيحه ٤/ ٢١٧٧، ح ٢٨٣١.
(٤) في نوادر الأصول ٣/ ٩٣.
(٥) أي: الترمذي في نوادره ٢/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>